نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 472
المبحث الرابع: سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية:
أولاً: العلاقات مع مملكة بيت المقدس: عاصر عهد الدولة النورية اثنان من أقوى ملوك بيت المقدس، بلدوين الثالث 539هـ - 557هـ /1144م - 1162م، وعموري الأول 568هـ/1162/ 1174م ويعد بلدوين الثالث أول الملوك الصليبيين الذين ولدوا على أرض المملكة وقد سيطرت عليه والدته ميلزندا، وتمكن من توسيع حدود المملكة وأمكنه الاستيلاء على عسقلان عام 548هـ/1153م وأمن بالتالي حدوده الجنوبية، كذلك عمل على تشييد عدة قلاع وحصون من أجل تدعيم مناطق سيادته في مواجهة أعدائه المسلمين وأيضاً سعى إلى حماية إمارتي طرابلس وأنطاكية من خطر الفوضى الداخلية [1]، والأخطار الخارجية وهدف إلى كسب عون الإمبراطورية البيزنطية لتساعده في مواجهة الأحداث في شمال الشام أما الملك عموري الأول، فإنه أراد توسيع حدود المملكة هو الآخر وعمل على غزو مصر وإخضاعها لسيطرته دون جدوى، وسعى إلى طلب العون البيزنطي في مشاريعه التوسعية خاصة ضد مصر [2] وقد عمل نور الدين محمود للتصدي لمشاريع مملكة بيت المقدس التوسعية وكان دفعه المحرك في ذلك هو عقيدة الجهاد في سبيل الله لا كما يزعم بعض الباحثين لاسيما من الغربيين الذين أنكروا ذلك الاتجاه لأسباب استشراقية تعصبية لا تخفى على أحد، وفي مقدمتهم المؤرخ الأمريكي جون لامونت الذي أنكر الطابع الديني لحروب نور الدين محمود، وفضل الأخذ بالدوافع السياسية ورأى أنه لم يكن مهتما بالحروب الدينية اهتماماً خاصاً وأنه حارب الصليبيين على أساس أنهم وجدوا في مجال توسعه الطبيعي ([3])،
وأن رغبته في توسيع رقعة مملكته في الاتجاه الوحيد الممكن هي التي أملت عليه السياسة التي اتبعها في علاقاته مع جيرانه اللاتين، ويذكر أنه لم يكن للدين دخل في ذلك وأن مراجعة أعماله الحربية توضح أن دافعه الرئيسي كان سياسياً [4]. والواقع أن الرغبة في القضاء على عقيدة الجهاد الإسلامي التي ازدهرت في مرحلة الحروب الصليبية كان أحد الأهداف الأساسية للمستشرقين الذين تناولوا بالدراسة تلك المرحلة، وذلك من أجل القضاء على النماذج التاريخية لفكرة الجهاد [1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 137. [2] المصدر نفسه ص 138. [3] الحروب الصليبية والجهاد لامونت نقلاً عن فن الصراع ص 139 .. [4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 139.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 472