responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 470
الإسلام، وتركت الروم وجهادهم وهادنتهم، فإمّا أن تنجدني بعسكرك لأقاتل بهم الإفرنج وإما أن تجاهد من يجاورك من الروم وتبذل الوسع في جهادهم، والثالث أن تزوج ابنتك بسيف الدين غازي ولد أخي، فلما سمع قلج أرسلان الرسالة قال: ما قصد نور الدين إلا الشناعة علي بالزندقة وقد أجبته إلى ما طلب، أنا أجدد إسلامي على يد رسوله [1]. واستقر الصلح بعد أن عادت بلاد ذا النون إليه مع بقائها تحت حماية نور الدين وما يهمنا من هذه الحادثة هو ما يظهر في ثناياها من سعي نور الدين لتحقيق هدفه الاستراتيجي الأكبر الذي سبق وذكرناه وهو إقامة الدولة الإسلامية الكبرى التي تعيد للإسلام دوره في تحقيق الهداية والعدالة والحياة الكريمة لجميع الناس (2)
ومع أنه لم يكمل بعد تحقيق هدفه الاستراتيجي الثاني المتمثل بالقضاء على الفرنج وتحرير سواحل بلاد الشام من احتلالهم إلا أنه حقق هدفه الاستراتيجي الأول وهو وحدة الدول، والإمارات الإسلامية المواجهة للفرنجة، وأصبح القضاء على الفرنجة مسألة وقت فقط، فلا بأس إذن من استغلال فرصة سانحة للسير ولو بضع خطوات باتجاه الهدف الاستراتيجي الأكبر المذكور أعلاه وما يدلنا على قصد نور الدين في هذا المعنى طلبه من قلج أرسلان في رسالته إليه تجديد إسلامه على يد رسول نور الدين ليحلَّ لنور الدين إقراره على بلاد الإسلام، ويفرض عليه إما مجاهدة الروم المجاورين له أو إرسال جنده إليه ليجاهد بهم الإفرنج في هذا الموقف يجعل نور الدين من نفسه مسؤولاً عن جميع المسلمين وعن بلادهم، ويتوجب عليه بناءً على هذه المسؤولية ألا يسمح بتولي حاكم غير مؤمن على بلاد المسلمين، ويجدر بنا أن يوضح هنا أن نور الدين كان يصدر في هذا الإحساس بالمسؤولية عن فهمه الصحيح للشريعة الإسلامية، فهو يعتبر نفسه جندياً في خدمة الدين، وروي عنه قوله: نحن شحنٌ لها " للشريعة " نمُضي أوامراها [3]. وهذا القول ينطبق مع تفسير الإمام أبي حامد الغزالي للعلاقة بين الملك والدين حيث يقول " الملك والدين توأمان، فالدين أصل والسلطان حارس، ومالا أصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع [4]. وقد تقدم أن نور الدين كان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة ولكن الأمر لا يقتصر على إحساس نور الدين بالمسؤولية وقد عبّر عن ذلك في رسالته لمجير الدين آبق حاكم دمشق بقوله: .. ولا يسعني مع ما أعطاني الله وله الحمد من الاقتدار على

[1] الباهر ص 160 - 160 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 153.
(2) دور نور الدين في نهضة الأمة ص 153 ..
[3] عيون الروضتين نقلاً عن دور نور الدين في نهضة الأمة ص 154.
[4] إحياء علوم الدين (1/ 17).
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست