responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 308
5 - دور الحديث: على الرغم من انتشار حركة المدارس في العهد الزنكي، وشيوع لفظ "مدرسة" على المكان المخصص للتعليم والإقامة والرعاية، فقد وجدت بجانبها دور تعليمية تؤدي الأغراض نفسها التي تنهض بها المدارس وإن لم تعمل اسمها فلفظ دار كان مرادفاً في المعنى والوظيفة لكلمة مدرسة، وقد ورد كثيراً في ذلك العهد، فنور الدين محمود أنشأ دار الحديث بدمشق، وهي الأولى من نوعها في الإسلام، ولم يطلق عليها مسمى مدرسة ومن بعدده تكاثرت دور الحديث كمدارس أحادية يخصصه لهذا العلم وقد عنى المسلمون بدراسة الحديث الشريف عناية كبيرة باعتباره المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم ومن مظاهر العناية به إنشاء تلك الدور التي تتولى مهمة تدريس أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وأحواله من حيث رواية الحديث والبحث عن كيفية اتصال الأحاديث بالرسول صلى الله عليه وسلم من حيث أحوال رواتها وضبطاً وعدالة، ومن حيث كيفية السند اتصالاً وانقطاعاً، كما تتناول دراسة المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث، والمراد منها مبيناً على قواعد اللغة العربية، وضوابط الشريعة، ومطابقاً لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم [1]. وكان الاتجاه إلى العناية بالحديث الشريف دراسة وتدريساً، وتشييد دُوُر خاصة به من أبرز سمات التعليم في العهد الزنكي، إذ بادر الملك نور الدين محمود بإنشاء أول دار للحديث في الإسلام كما ذكرنا ذلك وهي دار الحديث النُورّية بدمشق والتي أول مهمة التدريس فيها، والإشراف عليها إلى أبرز أعلام عصره هو الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر المتوفي سنة 571هـ/1176م ([2]
ثم تلا ذلك إنشاء العديد من دور الحديث في العالم الإسلامي، وتُعد مبادرة نور الدين تلك إدراكاً منه للظروف المحيطة بالمنطقة في تلك المدة سواء ما يختص منها بالمذهب الشيعي تحمل عبء تقويضه من المنطقة ونشر المذهب السني [3] أو ما يتمثل بالخطر الصليبي المحيط بالمنطقة، إذ كانت مهمة تلك المعاهد أن تقوم بدورها إلى جانب دور التعليم الأخرى في تهيئة الناس وإعدادهم للجهاد ضد العدوان، فكثرت الدراسات والتأليف حول فضائل الجهاد والحث عليه، وزاد الاهتمام بدراسة هذا التخصص، وكانت دور الحديث مقراً لذلك النشاط [4]. وليس هناك اختلاف في نظم التعليم بين دور الحديث والمدارس الأخرى سوى في كون المناهج في الأولى تُركز على الدراسات المتصلة بعلوم الحديث بينما يغلب التخصص الفقهي على مدارس العصر وهذه

[1] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة ص 132.
[2] التاريخ الباهر ص 172 الحياة العلمية ص 133 ..
[3] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 133.
[4] المصدر نفسه ص 133.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست