responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 270
الاقطاعات الحربية على امرائها وأجنادهما.
منها ما كان الغرض منه استمالة الحكام المسلمين بهدف توحيد الجبهة الإسلامية، ومن ذلك أن عماد الدين عندما عزم في سنة 540هـ/1145م الاستيلاء على قطعة جعبر وضمها لمشروع الجبهة الإسلامية المتحدة، لما رأى حصانتها كتب إلى عز الدين علي بن مالك في معنى تسليمها، وفوض عماد الدين حسان المنبجي أن يضمن لعلي بن مالك الاقطاع الوافر والعطاء الكثير مقابل التسليم [1]، ومن ذلك أيضاً ما ذكر أن نور الدين عندما حاصر دمشق سنة 549هـ/1154م وأدرك صاحبها مجير الدين آبق عدم جدوى المقاومة احتمى بقلعة دمشق ساعات ثم استسلم فأطلق نور الدين سراحه وأقطعه عوضاً عن دمشق حمص وأعمالها [2]. كما منح الاقطاع في العهد الزنكي للأمراء والأجناد كمكافأة لهم على ما قاموا به من أعمال جليلة سواء في مرحلة تكوين الجبهة الإسلامية المتحدة أو أبان مراحل جهادهم ضد الصليبيين، من ذلك ما ذكره ابن الأثير أن عماد الدين عندما ملك بعض ديار بكر سنة 538هـ/1143م: رتب أمور الجميع وجعل فيها من الأجناد من يحفظها [3].
ومن خصائص الاقطاع الزنكي انتقاله من مقطع إلى آخر عن طريق الوراثة أو غيرها، فتشير المصادر إلى أن عماد الدين زنكي قام بنقل طائفة من التركمان مع أميرهم الياروق واسكنهم بحلب وأعمالها وأمرهم بجهاد الصليبيين، وأعطاهم كل ما استنقذوه منهم: ولم يزل جميع ما فتحوه بأيديهم إلى نحو سنة ستمائة [4] وقد سار نور الدين على نهج أبيه يدلنا على ذلك قول ابن واصل أن نور الدين كان: من آرائه الحسنة ما يعتمده من أمر اجناده، فإنه كان إذا توفي أحدهم وخلف ولداً ذكراً أقر عليه اقطاعه [5] ومن ذلك أيضاً ما حدث سنة 558هـ/1162 عندما هزم جيش نور الدين في هذه السنة أمام الصليبيين بالقرب من حصن الأكراد في المعركة المعروفة بالوقيعة، حيث أصدر نور الدين أوامره باحضار الأموال والدواب والأسلحة والخيام من دمشق وفرق ذلك على من سلم من عسكره ومن قتل أعطى اقطاعه لأولاده [6].
وأما انتقال الاقطاع من مقطع إلى آخر من غير وراثه والذي يحدث غالباً إذا تقاعس المقطع عن أداء واجبه أو متى بدر منه ما يخل بالتزاماته الحربية، يدلنا على ذلك ماحدث سنة 562هـ/1117م عندما اختبر أسد الدين شيركوه رجاله لمعرفة ما

[1] ذيل تاريخ دمشق ص 282، 285 الباهر ص 74 - 75.
[2] مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 30.
[3] الباهر ص 66، مقومات حركة الجهاد ص 30.
[4] الباهر ص 80 مقومات حركة الجهاد ص 31.
[5] مفرج الكروب نقلاً عن مقومات حركة الجهاد ضد الصليبيين ص 31.
[6] الكامل في التاريخ نقلاً عن مقومات حركة الجهاد ص 31.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست