نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 191
وعندما فأجأ الفرنجة معسكره بالقرب من حصن الأكراد عام 558هـ /1163م ولم يتمكن هو ومن كان معه من الثبات، انسحب باتجاه حمص مسافة اثنتي عشر كيلو متراً وتوقف حتى تجمع عنده من نجا من المعركة، وأرسل في طلب الخيام والسلاح والمؤن من حمص وحلب وأقام معسكره في نفس المكان، فنصحه بعض قادته باختيار موقع أبعد خوفاً من متابعة الفرنجة لهم، فأجابه: إذا كان معي ألف فارس لا أبالي بأعدائي قلوا أم كثروا والله لا أستظل بجدار حتى أخذ بثأر الإسلام وثأري [1]. ولم يغادر مكانه إلا عندما تجمعت له القوات الكافية، فتوجه بها نحو حارم حيث وقعت معركة حارم المشهورة وبر نور الدين بقسمه [2]. وقد تحدث الشعراء عن صفة الشجاعة، وشبهوا نور الدين بالأسد، بل هو يأسر الأسود ويتغلب عليها، يقول ابن القيسراني:
من باتت الأسد أسرى في سلاسله ... هل يأسر الغلب إلا من له الغلب (3)
ويقول أيضاً:
أنت حيناً تقاس بالأسد ... الورد وحيناً تُعدَّ في الأولياء (4)
وهو عند الأصفهاني يغلب الملوك، ويصيد الأسود، وهو فارس الفرسان ويسلب التيجان من الملوك الآخرين، ويحوز الفخار لشجاعته وبطولته يقول العماد في مدحه:
يا غالب الغلب الملوك وصائد ... الصيّد الليوث وفارس الفرسان
يا سالب التيجان من أربابها ... حزت الفخار على ذوي التيجان (5)
وقال ابن قسيم الحموي:
تبدو الشجاعة من طلاقه وجهه ... كالّرمح دلّ على القساوة لينُهُ
ووراء يقظته أناة مُجرَّب ... لله سطوة بأسه وسُكُونه (6)
وقال ابن منير:
ملأ البلاد مواهباً ومهابة ... حتى استرقت آيه أحرارها (7) [1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 125. [2] الباهر ص 117 - 118 دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 126.
(3) كتاب الروضتين (1/ 154).
(4) المصدر نفسه (1/ 245).
(5) ديوان العماد ص 410 نور الدين في الأدب العربي ص 69.
(6) كتاب الروضتين نقلاً عن نور الدين في الأدب العربي ص 70.
(7) ديوان ابن منير ص 217 نور الدين في الأدب العربي ص 70.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 191