نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 123
ساعياً بذلك إلى وضع يده على موقع هام يمنح الغزاة السيطرة على وادي نهر العاصي، ويقف سداً أمام مطامح وأهداف زنكي البعيدة في المنطقة [1].
4 - مناصرة عماد الدين زنكي لبني منقذ في شيزر: أبدى أهالي حلب مقاومة عنيفة للقوات الغازية فضلاً عن وصول نجدة عماد الدين زنكي مما أقنع الأمبراطور بعدم جدوى الاستمرار لحصار المدينة، فغادرها وإتجه إلى حصن الأثارب وملكوه ثم احتلوا بعد ذلك معرة النعماة وكفر طالب واتجهوا إلى شيزر [2] كما ذكرنا وكانت حجم القوات الغازية: مائة ألف راكب ومائة ألف راجل، ومعهم من الكراع والسلاح مالا يحصيه إلا الله: وأمام هذا الخطر الكبير ما كان من حاكم شيزر أبو العساكر إلا أن يعزز من استحكامات المدينة ويطلب النجدة من عماد الدين زنكي، الذي أسرع بالقدوم إلى المنطقة ونزل حماة واتخذها قاعدة لقواته [3]. وشرع الأمبراطور في بادئ الأمر بمهاجمة حصن الجسر، وتمكن من زحزحة المدافعين الذين انسحبوا عنه إلى داخل حصن شيزر، واتخذ الإمبراطور من ذلك الحصن الواقع على الجهة اليمنى من نهر العاصي مقراً به، ثم اندفع فرسانه إلى الجزء الذي عليه " البلد " وأظهر بنو منقذ مقاومة عنيفة في المعركة التي جرت بين الطرفين وجرح فيها أحد أمرائهم، وهو أبو المرهف نصر بن منقذ الذي توفي فيما بعد متأثراً بجروحه وتمكن عدد من المهاجمين من النفاذ إلى داخل القلعة من خلال إحدى الثغرات التي أحدثتها قذائف المنجنيقات إلاّ أن رجال بنو منقذ تصدوا لهم وأجبروهم على الإنسحاب من المدينة [4] ولكن البيزنطيين ظلوا يحتفظون ببعض المواقع المتقدمة في ضواحي المدينة، واستمرت غاراتهم مدة عشرة أيام، ثم اقتصر القتال فيما بعد على ضرب المدينة بالمنجنيقات [5].
أ- توزيع القوات المهاجمة: توزعت القوات المهاجمة في أثناء فترة القتال على النحو التالي: قوات ريموند حاكم أنطاكية الذي كان يتمركز في مسجد سمّون الذي يقع بالقرب من باب المدينة وقوات حاكم الرها جوسلين الثاني الذي اتخذ مواقعه في الساحة العامة المخصصة للصلاة أما الأمبراطور يوحنا فبعد ما عجز عن تحقيق النصر في غارته على المدينة [1] الباهر ص 55 عماد الدين زنكي ص 145. [2] أسرة بني منقذ ودورها السياسي والحضاري ص 156. [3] الباهر ص 55، أسرة بني منقذ ودورها السياسي ص 158. [4] الاعتبار ص 146. [5] زبدة حلب (2/ 267) أسرة بني منقذ ص 158.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 123