نام کتاب : على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار نویسنده : بتول جندية جلد : 1 صفحه : 33
شروط التخلّق الحضاري
ليس تنشأ حضارة إلا في فضاء اجتماعي صلب ومتماسك، بحيث يحقق هذا المجتمع معنى الأمة، وإن العوامل اللازمة لصياغة أمة صلبة من الداخل هي ذاتها اللازمة لصناعة الحضارة. فما هي عوامل تكوين أمة ذات صلابة وتماسك؟
1 - الفكرة الحية المعصِّبة:
"لا شيء أقوى من فكرة حان وقتها"، كما يقول فيكتور هيجو. إن تاريخ الحضارات هو تاريخ الأفكار، وكل أمة أو حضارة تطفو على سطح التاريخ تقدم فكرة خاصة أو روحًا فريدًا [1] يتحقق في نظام وعمران وعلوم وفنون وعادات وأساليب .. قانون عام يحكم في الجماعات كما يحكم في الأفراد، فالإنسان موجَّه بخارطته الذهنية، ويملي عليه وعيُه أفعالَه وردودَ أفعاله. إننا لا نبالغ ولا نتبنى الاتجاه المثالي حين نعزو الطاقة المحركة إلى الفكرة، بل إن العالم يتجه اليوم إلى اعتماد فكر اقتصادي يقوم على الرأسمال البشري، ويرضى بالدافعية الإنسانية ضمانًا ومحركًا للعالم المادي، مع عدم إنكار تدخل العناصر الأخرى؛ المادية والمعنوية. ولذلك فإن العناصر الجوهرية في هذا الفكر هي: الهدف، والقيادة، والموارد البشرية، والمعلومات. ما يعني أن هذا الطرح لا يطعن في ذلك الطرح الآخر الذي [1] تستخدم مصطلحات كثيرة للدلالة على هذا المفهوم: كالفكرة الدافعة، والرمز الأول، والقيمة القصوى، والمقدمة الكبرى، والافتراض الفلسفي، والمبدأ الناظم، ومبدأ التقويم ... وبالمجمل هو النظرة الكلية إلى العالم. ينظر: زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص131 - 132.
نام کتاب : على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار نویسنده : بتول جندية جلد : 1 صفحه : 33