نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 193
التشريعية مع السلطة التنفيذية على أحسن حال [1]، وقد اتسعت مشاركة العلماء في عهد عمر بن عبد العزيز بشكل لم يسبق له مثيل في الدولة الأموية، ويرجع السبب في ذلك إلى أمور، أهمها حرص عمر على تقريب العلماء وجعلهم بطانته ووزراءه وأعوانه، ويتعلق السبب الآخر بالعلماء حيث لم ير أحد من العلماء لنفسه أي مبرر في البعد عن عمر والمشاركة في أعماله، فمن كان منهم اعتزال الخلفاء والأمراء من منطلق أن على العلماء أن يصونوا العلم ولا يذهبوا للسلاطين ابتداء بل على السلاطين أن يقدروا العلم والعلماء ويسعوا إليهم، من كان يرى ذلك فقد تحقق له شرطه حيث كان عمر يقصد العلماء ويبعث إليهم، ومن كان يرى اعتزال الخلفاء والأمراء خوفاً على دينه من مخالطتهم لم يعد لهذا المحذور وجود حيث إن مجالس عمر ومخالطته تعين المرء على دينه، لهذا أخبر العلماء على عمر ورأوا أن من الواجب عليهم تحمل عبْ المسئولية الملقاة على عاتقه، ولم يعد لمعتذر عذر، بل اقبلوا عليه [2]، وقالوا كما ذكر ابن عساكر: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله [3]. فهذا ميمون بن مهران الذي يقول: لا تدخل على سلطان وإن قلت آمره بطاعة والذي يقول: لا تعرف الأمير ولا تعرف من يعرفه ومع هذا لا يجد لنفسه بداً من العمل عند عمر بن عبد العزيز ومشاركته [4]. وتتجلى مشاركة العلماء في عهد عمر في عدة مظاهر أهمها:
1 ـ قربهم من الخليفة وشد أزره للسير في منهجه الإصلاحي:
أسهم العلماء في مساعدة عمر بن عبد العزيز في السير في منهجه الإصلاحي حيث أيدوه فيما اتخذه من قرارات إصلاحية، كما كان لبعضهم أثر في اتخاذ عمر لبعض تلك القرارات. فمن ذلك ما أثر على العالم العامل عراك بن مالك [5]، فقد ذكر ابن عمه أنه كان من اشد أصحاب عمر بن عبد العزيز على بني مروان في انتزاع ما حازوا من الفيء والمظالم من أيديهم، وقد تعرض بسبب هذا الموقف [1] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ114 .. [2] المصدر نفسه صـ196. [3] مختصر تاريخ ابن عساكر نقلاً عن أثر العلماء في الحياة السياسية صـ197. [4] البداية والنهاية نقلاً عن أثر العلماء صـ197. [5] عراك بن مالك الغفاري المدني، أحد العلماء العاملين.
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 193