نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 190
من كان حين تصيب الشمسُ جبهته
أو الغبارُ يخاف الشَّينَ والشعثا
ويألف الظلَّ كي تبقى بشاشته
فسوف يسكن يوماً راغماً جدَثا
في قعر مُظلمةٍ غبراء موحشةٍ
يطيل في قعرها تحت الثَّرى لُبْثا
تجهَّزي بجهاز تبلُغين به
يا نفس قبل الرّدى لم تُخلقى عبثا (1)
22 ـ بين الشاعر دكين بن رجاء وعمر بن عبد العزيز:
قال دكين: امتدحت عمر بن عبد العزيز وهو والي المدينة، فأمر لي بخمس عشرة ناقة كرائم صعاب [2]، فكرهت أن أرمي بها الفجاج فتنتشر عليَّ، ولم تطب نفسي ببيعها، فقدمت علينا رفقة من مُضر، فسألتهم الصحبة، فقالوا: إن خرجت في ليلتك، فقلت: إنّي لم أودِّع الأمير، ولا بدَّ من وداعه، قالوا: إنّه لا يحتجب عن طارق ليل، فأتيته، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت وعنده شيخان أعرفهما، فودّعته. فقال لي: يا دكين، إنَّ لي نفساً توّاقة فإن أنا صرت إلى أكثر ممّا أنا فيه، فبعَيْنٍ ما أرَيَنَّك، فقلت: أشهد لي عليك بذلك، فقال: أُشهد الله به، قلت: ومن خلقه؟ قال: هذين الشخصين، فأقبلت على أحدهما فقلت: من أنت أَعرفُك؟ قال: سالم بن عبد الله، قلت: لقد استسمنت الشاهد وقلت للآخر: من أنت؟ قال: أبو يحي مولى الأمير [3]، فخرجت بهنَّ إلى بلدي، فرمى الله في أذنابهنَّ بالبركة حتى اعتقدت منهنَّ الإبل والغلمان فإني لبصحراء فلج [4]، إذ ناعٍ ينعى سليمان بن عبد الملك، قلت: فمن القائم بعده؟ قال: عمر بن عبد العزيز، فتوجهت نحوه، فلقيني جرير بالطريق جائياً من عنده، فقلت: يا أبا حزرة من اين؟ فقال: من عند من يعطي الفقراء ويمنع الشعراء، ولكن عوِّل عليه في مال ابن السبيل، فانطلقت فإذا هو في عرصة داره [5] قد أحاط به الناس، فلم يمكنِّي الرِّجْل إليه، فناديت:
يا عمر الخيرات والمكارم
وعُمر الدَّسائع العظائم (6)
(1) البداية والنهاية (12/ 706). [2] الصعاب: جمع صعبة، وهي نقيض الذلول: والصعبة التي لم [3] الشعر والشعراء لابن قتيبة (2/ 611). [4] فلج: موضع في الصحراء. [5] عرصة الدار: وسطها.
(6) الدسائع: العطايا والراغب الواسعة.
نام کتاب : عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح الراشدي على منهاج النبوة نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 190