responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 97
وولَّى ألفونسو مطعونًا فى إحدى ركبتيه طعنة أفقدته إحدى ساقيه فى 500 فارس من ثمانين ألف فارس ومائتى ألف راجل قادهم الله على المصارع والحتف العاجل، وتخلَّص إلى جبل هنالك, ونظر النهب والنيران فى محلته من كل جانب وهو من أعلى الجبل ينظرها شذرًا، ويحيد عنها صبرًا، ولا يستطيع عنها دفعًا ولا لها نصرًا، فأخذ يدعو بالثبور والويل، ويرجو النجاة فى ظلام الليل، وأمير المُسْلِمِين يحمد الله؛ قد ثبتت فى وسط المعركة مراكبه المظفرة، تحت ظلال بنوده المنتشرة منصورًا لجهاد مرفوع الأعداء، ويشكر الله تعالى على ما منحه من نيل السؤال والمراد، فقد سرح الغارات فى محلاتهم تهدم بناءها، وتصطلم ذخائرها وأسبابها، وتريه رأى العين دمارها ونهبها، وألفونسو ينظر إليها نظر المغشى عليه، ويعض غيظًا وأسفًا على أنامل كفيه، فتتابعت البهرجة الفرار، رؤساء الأَنْدَلُس المهزومين نحو بطليوس والفار، فتراجعوا حذرًا من العار، ولم يثبت منهم غير زعيم الرؤساء والقوَّاد، أبو القاسم المُعْتَمِد بن عَبَّاد، فأتى أمير المُسْلِمِين وهو مهيض الجناح، مريض عنه وجراح، فهنأه بالفتح الجليل، وتسلَّلَ ألفنش تحت الظلام فارًا لا يهدى ولا ينام ومات من الخمسمائة فارس الذين كانوا معه بالطريق أربعمائة فلم يدخل طُلَيْطِلَة إلا مائة فارس والحمد لله على ذلك كثيرًا.
وكانت هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة يوم الجمعة 12 رجب 479هـ/23 شهر أكتوبر 1086م .. العجمي [1].
وأرسل المُعْتَمِد إلى ابنه الرشيد فى إشبيلية يزفُّ إليه البشرى بالنصر، وكان الناس بانتظار الأنباء على أحرِّ من الجمر، وقد حمل الرسالة الحمام الزاجل وهى مقتضبة إذ لا تتعدى السطرين، هذا نصها: «اعلم أنه التقت جموع المُسْلِمِين بالطاغية ألفونسو اللعين ففتح الله للمُسْلِمِين وهزم على أيديهم المشركين والحمد لله رب العالمين، فأعلم بذلك من قبلك إخواننا المُسْلِمِين والسلام»، وقرئت الرسالة بمسجد إشبيلية فعمها السرور، ثم توالت الكتب تفيض بأخبار النصر منها إنشاء الكاتب ابن عبد الله بن عبد البر النمرى وفيه يحدد تاريخ المعركة وسيرها وما أظهره ألفونسو من الغدر والآخرة للصالحين [2].
وأصبح يوم الزِّلاقَة عند المغاربة والأَنْدَلُسيين مثل يوم القادسية واليرموك: «يوم لم

[1] انظر: الحلل الموشية، ص (45 - 47).
[2] المصدر السابق، ص (47).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست