responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 81
أولاً: تكالب النصارى على المسلمِين وأطماع ألفونسو التوسعية:
بعد سقوط طُلَيْطِلَة بيد ألفونسو، بدا له أن كل شيء ممكن, وعمل على توحيد جهود النصارى، واتفقوا على سحق دولة الإسلام فى الأَنْدَلُس، معتقدين أن قدرتهم تكفيهم لأداء هذا المهمة المقدسة لديهم.
وترك النصارى خصوماتهم الدَّاخلِيَّة، وتوحَّدت مدنهم، وكوَّنوا جيشًا ضخمًا, واحتلوا مدينة «قورية» من بنى الأفطس، ووصلوا إلى ضواحى إشبيلية، وأحرقوا قراها وحقولها، وسارت فرقة من الفرسان إلى شذونة، ثم اخترقت جزيرة طريف قرب مضيق جبل طارق، كما حاصر القشتاليون- بمعاونة جند من الأرجونيين والقطلونيين الذين وضعهم ألفونسو السادس تحت قيادته- قلعة سَرْقُسْطَة الحصينة التى يضع سقوطها منطقة الأبير «ابرة» فى يد النصارى حتمًا، وتصبح الشواطئ الإسبانية المطلَّةُ على البحر الأبيض المتوسط عرضة لغاراتهم، يقول المؤرخ يوسف أشباخ: «وأثخن النصارى فى ولاية سَرْقُسْطَة كلها بالنار والسيف، ولم يكن يردُّهم فى الحرب أى اعتبار إنسانى ما دام الأمر متعلقًا بأعداء الدِّين، كما يعتقدون، ولكن الحصون الإسلاميَّة قاومتهم مقاومة شديدة، وتلقى المؤتمن بن هود وعدًا لوصول المدد السريع من إخوانه المُسْلِمِين فى جنوب الجزيرة، بَيْدَ أن النصارى شددوا الضعط على سَرْقُسْطَة يومًا بعد يوم، وخشى المُسْلِمُون سقوط المعقل المنيع، بعد أن أصبحت قواتهم وأحوالهم فى حالة يرثى لها، فقد كانت حتمًا دون قوى النصارى، فتطلعوا إلى عون من الخارج، فاتجهت أبصارهم إلى قوة المرابطين المجاهدة فى المغرب الأقصى» [1].
وأصبح ألفونسو اللعين يضغط على ممالك المُسْلِمِين الكبرى المجاورة له أى مملكتى بطليوس وإشبيلية؛ فأرسل إلى المُتَوَكِّل بن الأفطس صاحب بطليوس يطلب منه أن يُسلِّم إليه القلاع والحصون المجاورة لحدوده مع تأدية الجزية، وضعُف مسلمو الأَنْدَلُس أمام هذه الضربات الماكرة، وأصبح سقوط الممالك قاب قوسين أو أدنى، وظل حُكَّام الممالك منغمسين بملذَّاتهم وفسادهم، يحاربون أنفسهم ويحالفون النصارى ضد إخوانهم، ويؤدُّون لهم الجزية مقابل تركهم على عروشهم التى تزعزعت أمام ضرباتهم، واستخدم ملوك الطوائف المرتزقة من النصارى لحماية أنفسهم بعد أن فقدوا الأمل فى شعوبهم

[1] انظر الزلاقة، ص (32).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست