نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37
ودعا النَّاس جميعًا إلى محبَّة كل أعمال الخير وكراهية كل أنواع الشر.
ونستطيع أن نقول: إن هذه المرحلة فى دعوة ابن ياسين كانت انطلاقًا من قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151].
وهذه الآية حدَّد الله بها وظيفة النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وواجبه, وكذلك الدعاة من أمته من بعده, حيث نجد الداعية الفقيه ابن ياسين سلك فى دعوته هذه الأمور أو الوظائف أو الواجبات وهي:
1 - تبليغ وحى الله على النَّاس، وذلك فى قوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا ... }.
2 - تزكية نفوس النَّاس وتطهيرها وتنميتها بالخيرات والبركات فى الدنيا والآخرة, بحيث يصير الإنسان فى الدنيا مستحقًا للأوصاف المحمودة، وفى الآخرة الأجر والمثوبة وذلك فى قوله - سبحانه وتعالى-: {وَيُزَكِّيكُمْ}.
فالداعية إلى الله يطهِّر نفوس النَّاس بوحى الله، وينمى أرواحهم وأقوالهم وأبدانهم، ويرتفع بهم إلى المستوى الذى يليق بكرامة الإنسان، الذى كرَّمه ربه وفضَّله على كثير ممن خلق.
3 - التعليم، تعليم النَّاس العلم النافع، أى القرآن والحكمة، وذلك فى قوله سبحانه من هذه الآية: {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}.
فهو واجب النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وواجب الدعاة إلى الله إلى يوم الدين، و «الكتاب» هو القرآن الكريم، وهو هديً لِلنَّاس؛ كل النَّاس, إذ ما من خير للبشرية فى دينها ودنياها إلا أمر به القرآن، وما من شيء من هذا وذاك إلا اشتمل عليه القرآن: {مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} و {تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} و {تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}.
وقد سُمى القرآن الكريم قرآنًا من بين كتب الله؛ لأنَّه جمع ثمرة هذه الكتب كلها، بل جمع ثمرة العلوم والمعارف كلها، إذ القرآن معناه الجمع والإثبات.
والحكمة هي: إصابة الحق بالعلم والعقل، ولها معان، فهى من الله سبحانه: معرفة الأشياء وإيجادها، على غاية ما يكون الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات، والعلم بها، وفعل الخيرات. و «الكتاب والحكمة» بهذه المعانى هما تنوير الأذهان بما تفتقر إليه من
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37