نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 34
هى أن تعيش خليفة ... فى الأرض شأنك أن تسود (1)
2 - النظام والدقة:
وظهرت صفة النظام والدقة فى شخصية الفقيه ابن ياسين عندما تكاثر عدد المريدين فى رباطه الذى اتخذه قريبًا من نهر السنغال؛ حيث وضع شروطًا فى قبول كل جديد كى يحفظ صفو جماعته من المُخَرِّبين، فكان ينتقى أطهر المُلَثَّمين نفسًا وأوفرهم قُوَّة وأقدرهم على تحمل المشاق، ومَن توفرت فيه الشروط واجتاز التجربة بنجاح يتولى تعليمه وتثقيفه من قرآن وسنة وتفسير وحديث وأحكام الدين [2].
وأصبح رباطه قمة فى النظام والدقة, واختار لإدارته أحد الأمراء، وفى الأمور المهمة كان الأمر شورى بين الجماعة الإسلامية المرابطة [3].
إن ديننا الإسلامى حَثَّنا على النظام فى كل شيء، ومن التطبيقات العملية على ذلك نأخذ مثال السفر، حيث أمر الإسلام الركب إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا عليهم أميرًا، حتى لا يختلفوا فى الطريق وتتبعثر جهودهم، خصوصًا أن السفر, كما قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , قطعة من العذاب، فعملية التنظيم واختيار الأمير، لا شكَّ أنَّها عملية تريح المسافرين من أعباء كثيرة، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم» [3]. فلابُدَّ إذاً من تعويد النفس وضبطها على النظام، فالمُسْلِم لا يتربى تربية منظمة, إلا إذا كان فى جماعة منظمة ذات ارتباط ونظام ودقة فى كل شيء, وفى كل أمر، كما أن هذه الجماعة لها هدف جماعي، يتحقق بتعاون الفرد وانصهاره فى بوتقة الطاعة والنظام [4].
3 - القدرة على التعامل مع الناس:
تميَّزت شخصية الفقيه ابن ياسين بمقدرته فى تعامله مع أصناف النَّاس من أمراء وعوام وتجار وغيرهم من طبقات المُجْتَمَع الصنهاجي. كان - رحمه الله- رقيق الشعور، ثائر العاطفة، يقظ القلب، بعيد الآمال، كبير المطامح فى الإصلاح، وكان كل همه أن ينتفع النَّاس بعلمه ودعوته، ولذلك اختلط بالنَّاس ودرس أخلاقهم وطبيعتهم عن كثب،
(1) الصفات اللازمة للدعاة إلى الله، ص (73). [2] (،3) دولة المرابطين ص (27). [3] مسلم، كتاب المساجد, باب من أحق بالإمامة، (1/ 464) رقم (672). [4] انظر: الصفات اللازمة للدعاة، ص (75).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 34