نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 29
ويحيى بن عمر، وأبى بكر بن عمر، وغيرهم من قادة الصنهاجيين وشيخوخهم، ولا شكَّ إن ما ذكرناه من هذه الصِّفَات المهمة فى شخصية الداعية هى من العطايا العظيمة التى يهبها الله لفئة من عباده الذين أخلصوا القول والعمل.
وكان قول الله تعالى متمثلاً فيهم: {قُلْ إنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ - لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمين} [الأنعام: 162،163].
ب - من الصفات المكتسبة فى شخصية الفقيه ابن ياسين:
1 - الصدق: وظهر ذلك فى أقواله وأفعاله ومخالطته لِلنَّاس، فكان صادقًا فى دعوته وفى عرضها، وفى مخاطبته لِلنَّاس، ولا يهاب أحدًا, ولا يخشى فى الله لومة لائم، ولا همزة هماز، ولا لمزة لمَّاز.
ولمس النَّاس صدقه فى أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر, وفى حربه للبدع, وفى تعليمه لِلنَّاس وجهاده فى سبيل الله فتأثر أتباعه به غاية التأثر.
وحثنا القرآن الكريم على التخلُّق بهذه الصفة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
وكانت التوجيهات النبوية الكريمة للصحابة رضوان الله عليهم تحثُّهم على الصِّدْق، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - , عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: «إن الصِّدْق يهدى إلى البر، وإن البرَّ يهدى إلى الجنَّة، وإن الرَّجل ليصدُق ويتحرى الصِّدْق حتى يكتب عند الله صديقًا» [1].
ويُعتَبَرُ الصِّدْق من أهم صفات المنتسبين للعمل الإسلامى القائمين بإرشاد النَّاس إلى دين الله، فليعلم ذلك كل داعية، وليعِ تمامًا أن دعوته جاءت بالصِّدْق، كما قال تعالى: {وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر:33].
وقد شهد المُؤَرِّخُون حتى الذين طعنوا فى دولة المرابطين على صدق زعيمها
عبد الله بن ياسين، لقد ساد ابن ياسين فى قبائل المُلَثَّمين بصدقه فى دعوته.
2 - ضبط النفس والابتعاد عن التهور والانفعال: ويظهر ذلك جليًا فى شخصية ابن ياسين عندما باشر الأمير يحيى بن عمر اللمتونى القتال, وأمضى الحرب بنفسه فأدَّبه ابن ياسين وضربه بالسوط عشرين مرة, وبيَّن له أن ذلك خطأ، لأن الأمير لا يقاتل وإنَّما [1] أخرجه البخاري في الفتح (13/ 121)، الحديث (2094).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 29