responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 126
بعضًا, ثم ليلعننكم كما لعنهم» [1].
3 - إن ملوك الأَنْدَلُس تحققت فيهم سنة الله الماضية بسبب تغيُّر النفوس من الطاعة والانقياد إلى المخالفة والتمرد على أَحكام الله: {ذَلِكَ بِإن اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال:53].
كما أن المجتمعات التى تخضع تحت الحُكَّام الذين تباعدوا عن شرع الله تُذَل وتهان, حتى تقوم أمام مَن خالف أمر الله وتطلب العون من إخوانهم فى العقيدة, لإرجاع حكم الله فى مجتمعاتهم.
إن ملوك الأَنْدَلُس انعكس انحرافهم على شباب الأَنْدَلُس كلِّه، وفرَّط أهل الأَنْدَلُس فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وانعكس ذلك فى حركة الفتوحات الإسلاميَّة التى توقَّفتْ، ولذلك حرمت شعوب كثيرة من سعادتها فى الدنيا والآخرة بسبب تضييع الأمانة والرسالة والدعوة إلى هذا الدِّين، لقد قست قلوب ملوك الطوائف وكثير من أتباعهم إلا من رحم الله، وتركوا الحق وانقادوا للضلال، وابتلوا بالنفاق وفضحهم الله بذلك، وحرموا التوفيق والرجوع للصواب، وخف دينهم وضعف إيمانهم، بسبب بطرهم للحق وغمطهم لحقوق الناس وابتعادهم عن شرع الله تعالى.
4 - لقد كانت ممالك الأَنْدَلُس مليئة بالاعتداءات على الأنفس والأموال والأعراض، وتعطلت أَحكام الله فيما بينهم، ونشبت حروب وفتن وبلايا تولَّدت على أثرها عداوة وبغضاء لم تزل عنها حتى بعد زوالهم.
5 - وبسبب الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سهلت مهمة النصارى فى الأَنْدَلُس فأصبحت شوكتهم تقوى وتحصلوا على مكاسب كبيرة، وغاب نصر الله عن ملوك الطوائف وأهل الأَنْدَلُس، وحرموا من التمكين، وأصبحوا فى خوف وفزع من أعدائهم، وبعض المُدُن تبتلى بالجوع بسبب حصار النصارى لهم, وكم قتلَ النصارى من المُسْلِمِين وكم سبوا من نسائهم.
6 - إن الابتعاد عن شرع الله فى الأَنْدَلُس ترتب عليه انتقاص الأرض وضياع الملك، وتسلُّط الكفار وتوالى المصائب.

[1] أبو داود، كتاب الملاحم، باب الأمر بالمعروف, رقم الحديث (4670).
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست