responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 121
لمهزلة ملوك الطوائف, لقد آنَ - من أجل الشريعة والمصلحة العظمى للأمة- لهذه الدويلات الهزيلة الضعيفة المتناحرة المتحالف بعضها مع الأعداء أن تنتهي، وكما قال الشاعر محمود غنيم:
مَن عالج الباب العصى فلم يلن ... ليديه, حطَّمَ جانب المصراع
فقد شغله هؤلاء الأمراء المتفرقون عن الجهاد والفتوحات والمرابطة فى سبيل الله لضعفهم وفرقتهم، فلقوا جزاء خيانتهم وفرقتهم، وابن تاشفين خص الأمراء وحدهم بشدة عقابه, وعفا عن الشعب المسلم، لأن التناقض جلى بين الشعب الذى تعلق بالمرابطين وبالأمير يوسف لعدله وحزمه وجهاده، والذى حرص على رفع المظالم والضرائب والمكوس عن كاهل الشعب الذى طلب من ملوكه الاتحاد فى وجه النصارى، وبين الأمراء والملوك الذين آثروا التَّفرُّق والخلاف، حُبًّا فى الحكم، وحفاظًا على مصالحهم الشخصية.
وهذا الذى قام به الأمير يوسف، وإزاحة الملوك من أعظم حسناته ومآثره الخالدة فى تاريخه المجيد الذى تعتز به أمتنا العريقة.
وبسقوط إشبيلية تزعزعت باقى المُدُن والحصون، وأصبحت غرناطة ومالقة وجيان وقرطبة وإشبيلية والمرية تحت حكم المرابطين فى وقت لم يتجاوز ثمانية عشر شهرًا.
ولما سقطتْ المرية بيد داود ابن عائشة، هذا القائد المجاهد المرابط فى سبيل الله، المنصور بإسلامه ودينه وصفاء عقيدته وحفظه للعهود، واصل سيره الموفق مع جنوده البواسل, وافتتح مرابيطر وبلنسية وشنتمرية، ولم تغن أمراءهم معاونة الكمبيادور وفرسانه، فبلنسية كان بها يحيى بن ذى النون «القادر»، وعلى الرغم من أنه كان منضويًا تحت حماية ملك قشتالة، وقد خفت لإنجاده فرقة كبيرة منهم، وقوة من المرتزقة المسلمِين من مرسية بقيادة ابن طاهر على الرغم من كل هذا سقطت بلنسية بيد المرابطين أصحاب الأيادى المتوضئة، والقلوب الطاهرة، والضربات الفتاكة لكل جبار عنيد.
واستمرَّ داود ابن عائشة فى فتح حصون وقلاع مُدُن شرق إسبانية تحفُّه العناية الإلهية، وتنزل عليه الفتوحات الربَّانية, ويخط للمغاربة وللأمة الإسلاميَّة تاريخًا مجيدًا باقيًا على مر العصور والأزمان، واضحة معالم العقيدة والإيمان فى نحته وكتبه بماء الذهب الصافي.

نام کتاب : فقه التمكين عند دولة المرابطين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست