نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 241
قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين: قال: أو أمير المؤمنين أنا؟ اضربوا عنقه فصلَّى ركعتين، وقال لأهله: لا تطلقوا عني حديداً، ولا تغسلوا عني دماً، فإني ملاقٍ معاوية على الجادَّة [1]. وقد علق ابن العربي على مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه فقال: .. وأراد أن يقيم الخلق للفتنة، فجعله معاوية ممن سعى في الأرض
فساداً [2]، وقد اعتمد معاوية رضي الله عنه في قضائه على قوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يَشُقَّ عصاكم [3]، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه [4]، وقوله صلى الله عليه وسلم: إنه ستكون هنات [5]، وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان [6]. ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجراً اقتصر في معارضته إلى الأقوال فقط ولم ينتقل على الأفعال ولنا في خبر المسور بن مخرمه وغيره مما مرّ معنا دلالة على ذلك (7)
2 ـ موقف عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه:
بالغت الروايات في ذكر موقف عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر بن عدي، حيث ذهبت بعض الروايات إلى زعم بتهديد عائشة لمعاوية بالقتل حين زارها 51 هـ وكذلك التهديد بمحاربة معاوية [8] وهذه الروايات لم يصح منها شيء في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأما حقيقة موقفها فعن ابن أبي مليكه: إن معاوية جاء يستأذن على عائشة، فأبت أن تأذن له، فخرج غلام لها يقال له: ذكوان [9]، قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له، وكان أطوع مني عندها، فلما دخل عليها قال: أمتاه فيما وجدت عليَّ يرحمك الله؟ قالت: ... وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه [1] المصدر نفسه (3/ 466). [2] العواصم من القواصم صـ220. [3] يشق عصاكم: يفرق جماعتكم. [4] مسلم صحيح مسلم بشرح النووي (12/ 242). [5] هنات: جمع هَنَّة، والمراد بها هنا الفتن والأمور الحادثة شرح صحيح مسلم (12/ 241). [6] مسلم، صحيح شرح النووي (12/ 241).
(7) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ435. [8] المصدر نفسه صـ438 مثل ما ورد في تاريخ الطبري. [9] أبو عمرو مولى عائشة ثقة توفي في المدينة سنة 63 هـ.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 241