نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 209
5 - تقديم جميع المساعدات إليه إن احتاج إلى ذلك في أداء ماتحمله من أعباء مصالح
الأمه لقوله تعالى:"وتعاونوا على البر والتقوى" وولاة الأمور أحق من أعين على ذلك [1]. والأمه في عمومها لم تبخل على أمير المؤمنين معاوية بحقوقه وعلى الخلفاء الذين جاءوا من بعده ولم يخل الأمر من ثورات ضد الخلفاء سنبينها في موضعها بإذن الله تعالى.
ثالثاً: عاصمة الدولة الأموية وأحاديث الرسول في فضائل الشام:
كانت الشام إحدى الولايات الهامة في الامبراطرية الرومانية الشرقية "البيزنطية", بل كانت لقربها من بيت المقدس, وتاريخها القديم, إحدى المراكز الحضارية في هذه الامبراطورية, وكان العرب قبل الإسلام ينظرون إليها نظرة كبيرة, لما تحتويه من حضارة, فضلاً عما بها من خيرات وخضرة وأسواق, وتعتبر مدينة دمشق المدينة الأولى في بلاد الشام, فهي قاعدتها ومدينتها العظمى, ولعبت دوراً كبيراً في تاريخ المنطقة, لذلك اتخذها الحاكم الروماني قاعدة حكمه, ولما دخل الإسلام الشام ودمشق خاصة, حافظ عليها, واحتفظ الولاة لها بميزاتها وظل معاوية الوالي يعتني بها طوال فترة ولايته عليها, وأقام علاقات وطيدة مع سكانها [2] , وعرف أهمية القبائل اليمنية في دمشق والشام, فتزوج من إحداها وهي بني كلب وأنجب من زوجته الكلبية ابنه يزيد, فضمن ولاءهم له ولأبنائه من بعده, لأن الخؤولة من أبرز ما تتحزب له القبائل العربية, هذا فضلا عن أن التصاهر عند العرب بمثابة التحالف السياسي [3] , وقد كان معاوية ذكيا في اعتماده على القبائل اليمنية بدمشق والشام [4] , ولما قامت الدولة الأموية, رأى معاوية أن الدولة الإسلامية توسعت وامتدت شرقاً وغرباً فلم يجد أفضل من دمشق عاصمة للخلافة الأمويه وذلك لأنها تقع بين جزئي العالم الإسلامي؛ الجزء الشرقي الذي يشمل العراق وفارس, والجزء الغربي الذي يشمل مصر والمغرب, فضلا عن أن القبائل التي ارتبطت به أيدته ودعمت موقفه وصارت يده الطولى في تدعيم حكمه, أي [1] رياسة الدولة في الفقه الإسلامي ص 370 إلى 374. [2] رجال الإدارة في الدولة الإسلامية العربية ص 135 , 136. [3] الدولة الإسلامية في العصر العباسي ص 42. [4] المصدر نفسه ص 42.
نام کتاب : معاوية بن أبي سفيان نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 209