نام کتاب : موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر نویسنده : أحمد معمور العسيري جلد : 1 صفحه : 186
أوعزت بقتله، لأنه جردها من النفوذ والصلاحيات الواسعة التي كانت تتمتع بها في عهد زوجها المهدي [1]. فلم يحكم إلا سنة، وثلاثة أشهر.
* * *
5 - هارون الرشيد 170 - 193 هـ/786 - 808 م:-
هو هارون الرشيد بن المهدي. درة التاج العباسي، ويعتبر بحق أحد عظماء الملوك في التاريخ، وفي عهده شمل الرخاء الإمبراطورية الإسلامية على نحو لم يتوافر من قبل. بلغت الدولة في أيامه قمة أوجها وعظمتها واستقرارها. واكتملت لها ألوان من العظمة والقوة والمجد العلمي. وكانت الدولة مهيبة الجانب عظيمة القدر. يقول السيوطي:- إن أيام الرشيد كانت كلها أيام خير. كأنها في حسنها أعراس وأعياد.
وكان شجاعًا، قاد الجيوش إلى بلاد الروم، فأخضعهم في عهد أبيه وهو في سن العشرين، وكان تقيًا يخشى الله في أموره كلها. حج تسعة مواسم، فشاع بين الناس أنه يحج عامًا، ويغزو عامًا. وكان يستمع إلى الوعاظ، فيبكي من خشية الله. فكان من أفاضل الخلفاء وفصحائهم وعلمائهم وكرمائهم. ومن فضائله رعايته للعلم وتأسيسه (بيت الحكمة) ذلك العهد الذي كان المنار للثقافة والفكر في العالم آنذاك، والذي انبعثت منه الشعلة التي أضاءت الطريق للنهضة الأوروبية فيما بعد [2].
وقد أشيعت الشائعات المغرضة، الباطلة حول الرشيد، ووجهت له التهم بصفته أعظم خلفاء بني العباس، فأشاعوا عن لهوه وكأسه وعرضه. [1] ابن الأثير 6/ 34. ابن خلدون 3/ 217. [2] التاريخ الإسلامي/أحمد شلبي، 3/ 146.
نام کتاب : موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر نویسنده : أحمد معمور العسيري جلد : 1 صفحه : 186