responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 402
على طبريّة، وترك الأطلاب [120] على حالها قبالة العدو، ونازل طبريّة وهجمها فأخذها في ساعة واحدة، وانتهب النّاس ما بها، وأخذوا في القتل والسبي، وبقيت القلعة محتمية بمن فيها.
ولمّا بلغ العدو ما وقع بطبريّة قلقوا ورحلوا نحوها ولحقوا بالعسكر، والتقى بالعدو على سطح جبل طبريّة الغربي منها، وذلك في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر، وحال الليل بين العسكرين فناما على مصاف، إلى بكرة يوم الجمعة الثالث [121] والعشرين منه، وركب العسكران وتصادما، والتحم القتال، واشتدّ الأمر، وذلك بأرض قرية ب ‌ «لوبين» [122] وضاق الخناق بالعدو وهم سائرون {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} [123]، وقد أيقنوا بالويل والثبور، وأحست نفوسهم أنهم في غد يومهم من زوار القبور، ولم تزل الحرب تضطرم، والفارس مع قرينه يصطدم، ولم يبق الا الظفر ووقوع الويل والوبال على من كفر، فحال بينهما الليل بظلامه، وبات كل واحد من الفريقين بمقامه، وتحقّق المسلمون أن من ورائهم الأردن ومن بين أيديهم بلاد العدو، وأنهم لا ينجيهم الا الجهاد بالحزم والاجتهاد فحملت أطلاب المسلمين من جميع الجوانب، وحمل القلب، وصاحوا صيحة رجل واحد [124] فألقى الله الرّعب في قلوب الكافرين، وكان حقا عليه نصر المؤمنين، ولمّا أحس القومص [125] بالخذلان هرب منهم في أوائل الأمر / وقصد جهة صور، فتبعه جماعة من المسلمين، فنجا منهم، وكفى الله شرّه، وأحاط المسلمون بالكافرين من كل جانب، وأطلقوا عليهم السّهام، وحكّموا فيهم السّيوف، وسقوهم كأس الحتوف، وانهزمت طائفة منهم بتلّ يقال له تلّ حطين [126]، وهي قرية عندها قبر النّبي شعيب - عليه السلام - فضايقهم المسلمون وأشعلوا حولهم النّيران، واشتدّ بهم العطش وضاق بهم الأمر، حتى كانوا يستسلمون

[120] في الأصول: «أطناب» والمثبت من الوفيات 7/ 174 وممّا يوجد في نص المؤلف فيما بعد.
[121] كذا في ط وفي الوفيات 7/ 175، وفي ش وت: «الثاني».
[122] في الأصول والوفيات: «لوبيا» والصواب ما أثبتناه.
[123] سورة الأنفال: 6.
[124] «الله أكبر».
[125] في الكامل: «قمص» 11/ 535 وهو تحريف للكلمة اللاتينية «Comes» ومعناه في مصطلح العصور الوسطى الأروبية حاكم القلعة وحارسها، وقومص طرابلس إذ ذاك هو الكونت (Comte) ريموند (Raymond) الثالث آخر حكام طرابلس من الأسرة التولوزية، انظر تاريخ طرابلس 1/ 508.
[126] عن هذه الواقعة، انظر الكامل 11/ 535 - 536.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست