responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 346
وأمر المهدي بحفر مرسى المهديّة وكان حجرا صلدا، فنقر نقرا وجعله حصنا لمراكبه الحربية [110]، وأقام على فم هذا المرسى سلسلة من حديد، يرفع أحد طرفيها عند دخول السفن ثم تعاد كما كانت تحصينا للمرسى من طروء [111] مراكب النّصارى [112]، وابتنى دار الصّناعة، وهي من عجائب الدّنيا، ثم شرع في حفر الأهراء بداخل المدينة، وبنى الجباب [113] والمصانع، واختزن الأهراء بالطّعام، وملأ الجباب [113] بالماء، ثم أمر بحفظها ولم [114] تفتح إلاّ في أيّام أبي يزيد، ولولا ذلك لما أطاقوا الحصار، وكان اتّساع المهديّة في أول بنائها من الشمال [115] إلى الجنوب [116] قدر غلوة سهم فاستصغرها المهدي عند ذلك فردم من البحر مقدارها وأدخله في المدينة فاتسعت، والجامع الأعظم والدّار المعروفة في القديم بدار المحاسبات من جملة ما ردم من البحر.
وأخذ عبيد الله / في بناء قصوره بها فبنى القصر الكبير المعروف الذي كلّله بطيقان الذّهب، وبنى ابنه أبو القاسم بازائه قصره المعروف به [أيضا] وبينهما فسحة، وبشرقي قصر عبيد الله حيث كان هي دار الصّناعة [الآن].
ولمّا كمل سور البلد [117] وقصورها أراد عبيد الله الانتقال إليها فثقل ذلك على أوليائه وجنده، وصعب عليهم استبدالهم بالموضع الذي استوطنوه، فقال لهم: ان صعب عليكم ذلك فنحن ننتقل ونترككم هاهنا ونجري عليكم الأرزاق والصّلات، وعمّا قليل ستنتقلون إلينا مسارعين. قال المؤرخون: فلم يكن بعد ذلك إلاّ زمان يسير حتى أرسل الله السّماء بأمطار غزيرة أخربت مساكن رقّادة وأهدمت دورها وأهلكت خلقا عظيما من

[110] في الأصول: «بحرية».
[111] في الرحلة: «دخول».
[112] قال البكري في خصوص مرسى المهدية: «ومرساها منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة من حديد فاذا أريد ادخال سفينة فيه أرسل حراس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم مدوها كما كانت بعد ذلك لئلا يطرقها مراكب الروم» كتاب المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب (جزء من المسالك) تحقيق دي سلان (De Slane) باريس 1965 ص: 30.
[113] في الرحلة: «الجباب» وعند مقديش «المصانع» والجباب لها نفس المعنى، وكذلك كانت تطلق كلمة المصانع على صهاريج الناصرية بصفاقس، واستعمل البكري كلمة «مواجل» في نفس المعنى.
[114] في الأصول: «وأن لا» والمثبت من الرحلة ص: 322.
[115] في الرحلة: «الجوف».
[116] في الرحلة: «القبلة».
[117] في الرحلة: «المدينة». وفي لهجة صفاقس وكما سيكتبها المؤلف في عدة مواضع من هذا الكتاب: «البلاد» وتعني المدينة.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست