responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 304
الذكر - إلى ما وراء النهر وكان سلطان خراسان وغزنة وتلك النواحي وجد زعيم بني سلجوق قوي الشّوكة كثير العدّة، يتصرّف في أمره بالمخاتلة والمراوغة [36] وينتقل من أرض إلى غيرها، ويغير في أثناء ذلك على بعض البلاد، فاستماله وجذبه ولم يزل يخدعه حتى أقدمه إليه، فأمسكه وحمله إلى بعض القلاع [واعتقله] [37] وشرع في اعمال الحيلة في تدبير [أمر] [37] أصحابه، واستشار أعيان دولته في شأنهم، فمنهم من أشار باغراقهم في نهر جيحون، ومنهم من أشار بقطع إبهام كل رجل منهم ليتعذّر عليه الرّمي والعمل بالسّلاح، واختلفت الآراء في ذلك، وآخر ما وقع الاتّفاق عليه أن يعبر بهم جيحون إلى أرض خراسان ويفرّقهم في النّواحي، ويضع عليهم الخراج، ففعل ذلك، ودخلوا في الطّاعة واستقاموا، وأقاموا على ذلك مدّة، فطمع فيهم العمّال وظلموهم وامتدّت إليهم أيدي النّاس وتهضموا جانبهم، وأخذوا من أموالهم ومواشيهم، فانفصل منهم ألفا بيت ومضوا إلى بلاد كرمان [38] وملكها يومئذ الأمير أبو الفوارس ابن بهاء الدّولة ولد عضد الدّولة بن بويه، فأقبل عليهم وخلع على وجوههم، وعزم على استخدامهم فلم يستتمّوا عشرة أيّام حتى مات أبو الفوارس، وخافوا من الدّيلم، وهم أهل ذلك الاقليم، فبادروا / إلى أصبهان ونزلوا بظاهرها، وصاحبها علاء الدّولة أبو جعفر بن كاكويه [39] فرغب في استخدامهم، فكتب إليه السّلطان محمود يأمره بالايقاع بهم، فتواقفوا وقتل من الطّائفتين جماعة، وقصد الباقون أذربيجان، وانحاز الذين بخراسان إلى جبل قريب من خوارزم، فجرّد السّلطان محمود جيشا وأرسله في طلبهم، فتبعوهم في تلك المفاوز مقدار سنتين، ثم قصدهم محمود بنفسه ولم يزل في أثرهم حتى شرّدهم وشتتهم.
ثم توفّي محمود عقب ذلك في تاريخ وفاته المتقدم، فلمّا قام بعده ولده مسعود احتاج إلى الاستظهار بالجيوش، فكتب إلى الطائفة التي بأذربيجان لتتوجه إليه، فجاءه منهم ألف فارس، فاستخدمهم ومضى بهم إلى خراسان، فسألوه في أمر الباقين الذين شتتهم والده محمود، فراسلهم وشرط عليهم لزوم الطّاعة، فأجابوه لذلك وأمنهم، وحضروا لديه ورتبهم على ما كان والده قد رتبهم أولا، ثم دخل مسعود بلاد الهند لاضطراب أحوالها عليه، فخلت لهم البلاد وعادوا إلى الفساد.

[36] في الأصول: «مواعدة» والمثبت من الوفيات.
[37] اضافات من الوفيات للضبط.
[38] في الأصول: «الديلم» والمثبت من الوفيات.
[39] في الأصول: «خالويه» والمثبت من الوفيات.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست