نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود جلد : 1 صفحه : 263
بالمحاصّة ويقول: اجعلني كأحدهم، فقال: لا أحكم لمدع بدون بينة عادلة، فأرسل وكيلا وبيّنة أرضاها فتكون كأحدهم، فأمر المعتضد شهودا يشهدون عند القاضي وكانوا من أكابر أمرائه فما حضر أحد منهم إلى القاضي / خوفا من ردّ شهادتهم، فلم يحكم القاضي للمعتضد فأعجب من ديانته وعدم ميله [151] وما أحوج زماننا إلى قضاة مثل هذا خصوصا في أطراف البلاد، يقول الحقّ ويثبته ولا يميل لخواطر الخلق.
وتوفي المعتضد - رحمه الله تعالى - يوم الإثنين لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع [152] وثمانين ومائتين [153]، فكان مدة ملكه تسع سنين وتسعة أشهر ونصفا [154].
المكتفي بالله وظهور القرامطة:
ثم تولّى بعده ولده أبو محمد علي ولقّب المكتفي بالله وأخذت له البيعة قبل موت أبيه بثلاثة أيام، وكان المكتفي غائبا بالرّقة، فقام له بالبيعة الوزير القاسم بن عبيد الله [155]، وكتب إليه فوصل إلى بغداد من الرقّة لثمان خلون [156] من جمادى الأولى، وكان حسن السيرة ففرح الناس بخلافته ودعوا له.
ومن أعظم الحوادث في أيامه ظهور القرامطة الملحدين [157]، الكفرة المفسدين، فأول من خرج منهم يحيى [بن زكرويه] [158] بن مهرويه القرمطي [159] ومحل ظهورهم ودار ملكهم هجر، وهم طائفة يستحلون دم الحجّاج والمسلمين، يزعمون أن الإمام الحقّ بعد النبيء صلّى الله عليه وسلم محمد بن الحنفيّة بن علي بن أبي طالب [160] - رضي الله تعالى عنهما - [151] تاريخ الخلفاء ص: 371 - 372. [152] في الأصول: «ست» والمثبت من الكامل 7/ 513 وغيره من المراجع. [153] 6 أفريل 902 م. [154] في مروج الذهب: «ويومين» 4/ 143. [155] في الأصول: «أبو الحسن عبد الله بن سليمان» والمثبت من الكامل 7/ 513 ومروج الذهب 4/ 187 والطبري 10/ 88. [156] في الأصول: «سابع جمادى الأولى»، والمثبت من الكامل والطبري، وفي مروج الذهب: «لسبع ليال خلون». [157] ظهور القرامطة سبق خلافة المكتفي إذ كان ظهورهم في سنة 278 في آخر أيام المعتمد أنظر الطبري 10/ 23. [158] إضافة من الطبري للدقة 10/ 94 - 95، وفي مروج الذهب: «ذكروية» 4/ 190. [159] عن بداية الحركة القرمطية أنظر الطبري 10/ 23 - 27. [160] أنظر الطبري 10/ 25.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود جلد : 1 صفحه : 263