responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 109
وقال التجاني [39] في «رحلته» وصلنا ظهرا إلى صفاقس فرأيت / مدينة حاضرة ذات سورين يمشي الراكب بينهما، ويضرب البحر في الخارج منهما، وكانت بها غابة زيتون ملاصقة لسورها فأفسدتها العرب، فليس بخارجها الآن شجرة قائمة، وفواكهها مجلوبة إليها من قابس [40].
قلت [41]: وهذا كان في تلك الأعصار وأما الآن منذ دخلت العساكر العثمانية [42]، ولا سيّما في دولة سيدي حسين باي بن علي [43] وعترته، فصفاقس لها بساتين وجنّات مشتملة على غرائب الأشجار، وبدائع الثّمار خصوصا الفستق [44] الذي لا يوجد مثله إلاّ مجلب، والتين والكروم المختلفة الألوان والأشكال، والكمثرى بجميع أنواعها، خصوصا السكّري منها، والتفّاح بجميع طعومه، والمشمش الفائت الحصر، واللّوز بجميع أنواعه، والمقاثي، والبطيخ بجميع أنواعه وأشكاله، وعيون

[39] أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد التجاني، ولد بتونس العاصمة ما بين 670 - 675/ 1272 - 1276 ونشأ في بيئة مخزنية راقية، قام برحلته في البلاد التونسية والقطر الطرابلسي من سنة 706 - 708/ 1306 - 1308. راجع مقدمة حسن حسني عبد الوهاب، محقق الرحلة، ص: 19 وما بعدها. رحلة التجاني. تونس 1958.
[40] رحلة التجاني، تحقيق حسن حسني عبد الوهاب، تونس 1378/ 1958 ص: 68.
[41] ما يلي خاص بالمؤلف.
[42] دخلت صفاقس مع عدة مدن تونسية تحت النفوذ العثماني، على يد درغوث باشا، قبل دخول تونس العاصمة تحت نفوذهم بنحو عشرين سنة، وألحقت صفاقس نهائيا بعاصمتها تونس في رجب 1002 هـ - مارس 1593 بعد فترة طويلة بقيت فيها مرتبطة اداريا بطرابلس. راجع علي الزواري: صفاقس في القرن السادس عشر، مجلة القلم، صفاقس 1974 عدد 2، ص: 4 وما بعدها، وأنظر عزيز سامح: الأتراك العثمانيون بشمال افريقيا، ترجمة من التركية، عبد السلام أدهم، بيروت 1969، ص: 86.
[43] أسس الدولة الحسينية في سنة 1705 إلى أن افتكها منه ابن أخيه علي باشا في سنة 1740 بعد مدة من الاضطرابات بدأت سنة 1728، والمؤلف من الممجدين للدولة الحسينية كما يتبين من تأليفه، وربما لأن الايالة التونسية وصفاقس، مدينة المؤلف، مشت على درب التقدم أشواطا خلال القرن الثامن عشر أي منذ انتصاب الحسينيين. وخاصة مدة حكم حمودة باشا الذي عاصره محمود مقديش.
[44] كتبها المؤلف «فزدق». هذا في عصر المؤلف، أما الآن فإن انتاجها منه قليل لأن شجرة الفستق تحتاج إلى عناية كبيرة، وأهم غراسة للفستق الآن موجودة بضيعة الشعال الحكومية التي بها ما يقرب من 30000 شجرة. والطقس وطبيعة التربة بمنطقة صفاقس يساعدان على نمو هذه الشجرة لذلك بدت الرغبة الآن في غراستها من جديد وجربت بين الزيتون كما في الماضي فتعايشت معه.
نام کتاب : نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار نویسنده : مقديش، محمود    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست