نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 764
- وقد عمل العلماء على إبطال بنوة المسيح لله سبحانه من خلال تفنيد أدلة النصارى على ذلك، فقد استدل النصارى على بنوة المسيح لله ولد من غير أب، وقد ورد القرافي على ذلك بأن الأولى إثباتها لآدم لأنه وجد من غير أب، ولم يباشر الأرحام، ولا تطور في أطوار البشر [1].
- وقد بين العلماء إبطال نبوة المسيح من خلال إيضاح المعنى الصحيح للبنوة والأبوة اللتين وردتا في كتب النصارى: فبعد أن أورد الجعفري مجموعة من النصوص التي فيها لفظة البنَّوة كما في النصوص السابقة وضح أنه إن كان النقل لها فاسداً فلا بنوّة، وإن صح فإن معناها العبودية والخدمة والاجتباء والاصطفاء، فقول الله في الإنجيل: "هذا ابني" أي عبدي: والدليل أنها لم ترد في كتب النصارى في الغالب إلا مقرونة بالعبودية والخدمة، وإن وردت مطلقة فيحمل المطلق على المقيد، مثال ذلك في التوراة قول الله تعالى: "يا موسى قل لفرعون: يقول لك الرب الإله: إسرائيل ابني بكري، أرسله يعبدني [2]، ففسر البنوة بالعبودية [3]. ووضح القرافي أن معنى الأبوة لله إحسانه لخلقه إحسان الآباء للأبناء وهو المراد من قول المسيح: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم. والأبوة على هذا المعنى أمر مشترك بين عيسى وبقية الخلق وهو معنى قول اليهود في القرآن: "نحن أبنؤا الله وأحبّؤهُ" المائدة، الآية: 18). ثم إن النصارى يحكمون بأبوة الولادة بصدر الكلام وهو قوله: أبي، ويعقلون عن قوله: وأبيكم، وعن قوله: وإلهي وتصريحه عليه السلام بأنه مخلوق مربوب، له إله يعبده [4]. [1] الأجوبة الفاخرة ص 102. [2] التوراة، سفر الخروج الإصحاح (4/ 21). [3] الرد على النصارى ص 61. [4] الأجوبة الفاخرة ص 101.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 764