responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 65
وكان السلطان صلاح الدين يقول: لا تظنُّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم، بل بقلم الفاضل [1]، وقد اتفق يوم مات القاضي الفاضل دخول السلطان العادل إلى مصر وأخذها من ابن أخيه الأفضل، وقد دخل العادل من باب وخرج بجنازته من باب آخر [2] وقال الملك المحسن أحمد بن السلطان صلاح الدين سمعت قاضي القضاة ضياء الدين القاسم بن يحي الشهرزوري ببغداد أيام ولايته يحدَّث أن القاضي الفاضل لما سمع أن العادل أخذ الديار المصرية دعا على نفسه بالموت خشية أن يستدعيه وزيره صفي الدين بن شكر إليه، أو يجري في حقه إهانة، وكان بينهما مقارضة، فأصبح ميتاً وكانت له معاملة حسنة مع الله تعالى وصلاة بالليل كما ذكروا [3] وقال أبو شامة وأخبرني القاضي الشهيد ضياء الدين ابن أبي الحجَّاج صاحب ديوان الجيش - رحمه الله - أن القاضي الفاضل بعد صلاح الدين لم يخدم أحداً من أولاده وكانت الدولة بأسرها تأتي إلى خدمته إلى أن توفي [4] وفضل الفاضل وبلاغته وفصاحته أشهر من أن يذكر، ومن شعره قوله:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهَّن آمان
واصطد بها العنقاء فهي حبائل ... واقتد بها الجوزاء فهي عِنَانُ

وقد استشهد علماء البديع بكثير من شعره:

كقوله:
أهذي كَفُّه أم غوتُ غَيْتٍ ... ولا بلغ السحاب ولا كرامة
وهذا بُشره أم لمع برق ... ومَن للبرق فينا بالإقامة
وهذا الجيش أم صرف الليالي ... ولا سبقت حوادثها زِحامة
وهذا الدهر أم عبدٌ لديه ... يُصَرَّف عن عزيمته زمامه
وهذا نصلِ غمد أم هلال ... إذا أمسى كنُونٍ أم قُلاَمه (5)

وكقوله:
وهذا الدرٌّ منثور ولكن ... أروني غير أقلامي نِظامه
وهذي روضة تندى وسطري ... بها غصِنٌ وقافيتي حمامة
وهذا الكأس رُوَّق من بَنَانىِ ... وذكرك كان من مسك ختامه (6)

[1] النجوم الزاهرة (6/ 157).
[2] كتاب الروضتين (4/ 482).
[3] المصدر نفسه (4/ 483).
[4] المصدر نفسه (4/ 483).
(5) النجوم الزاهرة (6/ 158).
(6) المصدر نفسه (6/ 158).
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست