responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 63
قال عنه العماد الأصفهاني عنه: ثم قضى سعيداً، ومضى شهيداً حميداً، فوقاه الله تعالى الوصية، فكانت له بسيد الأولين والآخرين أُسوة وأن يُعَرَّى عن راداء العمر فله من حُلل البقاء في علييَّن كُسْوَة ولأنه لم يُبْقِ في مُدَّة حياته عملاً صالحاً إلا قدمه ولا عهداً في الجنة إلا أحكمه ولا عقداً في البَّر إلا أبرمه فإن صنائعه في الرقاب، وأوقافه على سبيل الخيرات متجاوزة عن الحساب، لاسيما أوقافه لفكاك أسارى المسلمين إلى يوم الحساب وأعان طلبة العلم الشافعية والمالكية عند داره بالمدرسة والأيتام بالكُتَّاب والخيرات الدَّارَّة على الأيام فكانت حياة له ثانية إلى يوم البعث وإعادة حياة الأنام ... وكنت من حسناته محسوباً .. وكانت كتابته كتائب النّصر، وبراعته رائعة الدَّهر، وبراعته بارية للبرَّ وعبارته نافشة في عُقَد السَّحْر، وكانت بلاغته للدَّولَة مُجمَّلة، وللمملكة مُكمَّلة، وللعصر الصَّلاحي على سائر الأعصار مَفَضَّلة [1] ومفتتحاته في الفتوحات البديعة بديعة، ومخترعاته في الصنّائع المخترعة صنيعة، وإنما نسجت على منْواله ومزجت من جِرْياله [2] ورويت بزُلاله وهو الذي نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من الأساليب وأغربه في الإبداع وأبدعه من الغريب وما ألفيته كرّر دعاء ذكره في مكاتبة، ولاردَّدَ لفظا في مخاطبة، بل تأتي فصوله مبتكرة مُبتدعة [3] وكانت الدولة بإدالته تُدال والزّلة بإزالته تُزال، والكرام في ظله يقيلون، ومن عثرات النَّوائب بفضله يستقيلون وبعزَّ حمى حمايته يَعِزُّون، ولهَزَّ عطف عطفه يهتزون، فإلى من الوفادة بعده؟ وممن الإفادة؟ وفيمن السَّيادة؟ ولمن السعادة؟ والحمد لله الذي له الغيب والشهادة و "إنا لله وإنّا إليه راجعون" ولأمره منقادون (4)

[1] كتاب الروضتين (4/ 474).
[2] الجريال: الخمر الشديدة الحمرة (معجم متن اللغة (1/ 514).
[3] كتاب الروضتين (4/ 474).
(4) كتاب الروضتين (4/ 475) ..
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست