نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 61
10 - وفاة القاضي الفاضل 596هـ: أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن اللخمي البيساني ثم العسقلاني ثم المصري محي الدين صاحب ديوان الإنشاء وشيخ البلاغة ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، أصله من بيسان وكان يحب الكتابة، فقصد مصر لينشغل بالأدب، فاشتغل به، وحفظ القرآن، وقال الشعر والمراسلات، وخدم الأكابر فلما ملك أسد الدين احتاج إلى كاتب فأحضر إليه فأعجبه نفاده وسمته ودينه ونصحه، فلما تملكَّ صلاح الدين استخلصه لنفسه، وحسَّنَ اعتقاده فيه ووجد البركة في رأيه، ولذلك لم يكن أحد في منزلته وكان نزيهاً عفيفاً نظيفاً، وقليل اللذات، كثير الحسنات، دائم التهجد، ملازم القرآن، والإشتغال بعلوم الأدب، غير أنه كان خفيف البضاعة من النحو لا عريا منه، لكن قوة الدًّربه توجب له عدم اللحن وكتب مالم يكتبه أحد، ولما عظم شأنه أَنِفَ من قول الشعر، وكان لباسه لا يُساوي دينارين، وثيابه البياض، ولا يركب معه أحد ولا يصحبه سوى غلام له، ويكثر زيارة القبور، وُيَشَّيعُ الجنائز ويعود المرضى، وكان له صدقات ومعروف كثير في الباطن، وكان ضعيف البنية رقيق الصورة، له حدبة يسترها الطيلسان، وكان لأصحاب الفضائل عنده موقع، يحسن إليهم ولا يمنُّ عليهم، ويؤثر أرباب البيوت ومن كان خملاً من ذوي النباهة، ويحب الغرباء، ولم يكن له انتقام من أعدائه بل يحسن إليهم، وكان دخله كل سنة من إقطاعه ورباعه وضياعه خمسون ألف دينار، هذا سوى التجارات من الهند والمغرب، وغير ذلك وسوى ضيعة من السلطان تسمَّى تُرُنجه تعمل إثنى عشر ألف دينار، وكان يقتني الكتب من كل فنَّ ويجتلبها من كل جهة وله نُسَّاخ لا يفترون ومجلدَّون لا يَسأمون [1] وقد ذكر عبد اللطيف البغدادي في تاريخه: قال لي بعض من يخدمه في الكتب: إن عدد كتبه قد بلغ مائة ألف وأربعة عشر ألف كتاب، هذا قبل أن يموت بعشرين سنة (2) [1] شذرات الذهب (63/ 532).
(2) المصدر نفسه (6/ 532) ..
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 61