responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
وفي عام 630هـ/1233م ازداد عرض النقود مما ادى إلى انخفاض قيمتها، فأصبح الناس يتحفظون عن تداولها ووصل النظام النقدي إلى درجة الإنهيار، ولذلك أمر الملك الكامل الناس بتسليم ما بحوزتهم من الفلوس النحاسية إلى الصيارفة، فخسر الناس كميات كبيرة من ثرواتهم، ولا شّك أن التباين في النقود التي تداولها الناس في مصر يُظهر لنا أثر الظروف السياسية والاقتصادية التي رافقت حكم الملك الكامل في سياسة النقود، فقد حاول من خلال سكّه لهذه النقود بما فيها الدينار والدرهم والفلوس توفير الأموال للدولة، إلا أن هذه النقود، باختلاف قيمتها أثرت بشكل سلبي في المستوى المعاشي، والقوة الشرائية للناس الذين كانوا يرغبون ببقاء المستوى العام للأسعار ثابتاً، من أجل إبقاء المستوى المعاشي على ما هو عليه، أو بعبارة أخرى منع تدهوره، فالعلامة عكسية بين النقود والقوة الشرائية، غير أن الملك الكامل أراد من هذا التلاعب بقيمة النقود، وإطلاقها بين فينة وأخرى بأسعار مختلفة إبقاء خزينة الدولة مملؤة بالأموال، لم يخزنها لصالحه وإنما لصرفها في أوجه مختلفة، وذلك لمعرفته أن هذه الأموال لها أثر كبير في تحديد متطلبات الحروب المستمرة التي كان يخوضها، لقد كانت ظروف الحرب تقتضي توفير هذه الأموال، وكان للكوارث الطبيعية التي تعرضت لها البلاد في السنوات التي سبقت حكمه أثر كبير في جعله يحاول التغلب عليها بتوفير المواد الغذائية وتحديد أسعارها، فضلاً عن صرفها لإقامة الإنجازات المعمارية، التي أعطت الدولة الأيوبية تراثاً كبيراً ما زالت آثاره قائمة إلى الوقت الحاضر وقد أسهم بهذه الأموال في مساعدة الخلافة العباسية، بإعطاء 200ألف دينار للإنفاق على الجيش الذي أرسله لمساعدة الخليفة لمقاومة المغول، فيما كان الملك الكامل نفسه يعاني أحوالاً صعبة، بعد أن تجدد خلافه مع الملوك الأيوبيين، ولاسيما بعد وفاة الملك الأشرف سنة 635هـ/1237م (1)

(1) القدس بين أطماع الصليبيين وتفريط الملك الكامل ص 115.
نام کتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست