نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 120
النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ولذا ظهرالاختلاف فى وجوه
القراءة بين الصحابة من بدء نزول القرآن، نتيجة للهجة التى اعتادها
اللسان.
ولما جُمِعَ القرآن الكريم الجمع الأول فى الصحف فى عهد «أبى بكر»
بهيئته المكتوبة، بقيت الصورة الصوتية كما هى، ولما فُتحت البلاد
وتفرق الصحابة فيها، أخذ أهل كل إقليم يقرءون القرآن بقراءة
الصحابى أو الصحابة الذين عاشوا بينهم، فتمسك أهل «الكوفة»
بقراءة «عبدالله بن مسعود»، وأهل الشام بقراءة «أبى بن كعب»،
وأهل «البصرة» بقراءة «أبى موسى الأشعرى»، ومع اتساع
الفتوحات، زاد الخلاف بين المسلمين حول قراءة القرآن، وتحول الأمر
إلى تعصب، بل كاد أن يؤدى إلى فتنة بينهم، مما أفزع «حذيفة بن
اليمان» الصحابى الجليل، وكان يقرأ فى «أذربيجان»، فرجع إلى
«المدينة»، وأخبر «عثمان بن عفان»» بما رأى.
جمع «عثمان» الصحابة، وأخبرهم الخبر، فأعظموه، ورأوا جميعًا
مارأى «حذيفة» من ضرورة جمع الناس على مصحف واحد، وأرسل
«عثمان» إلى أم المؤمنين «حفصة بنت عمر» أن تبعث إليه بالمصحف
الذى جُمع فى عهد «أبى بكر» - وكان «عمر بن الخطاب» قد أخذه
بعد وفاة «أبى بكر»، ثم حُفظ بعد موته عند ابنته «حفصة» - ثم أمر
«زيد بن ثابت» - الذى جمع القرآن الجمع الأول فى عهد «أبى بكر
الصديق» - و «عبدالله بن الزبير»، و «سعيد بن العاص»، و «عبدالرحمن
بن الحارث بن هشام»، أن ينسخوه، وقال لهم: إذا اختلفتم - يعنى
فى كلمة أو كلمات- فاكتبوها بلسان «قريش»، فإنما نزل بلسانهم،
فلما نسخوه، أرسل إلى كل إقليم مصحفًا وأمر بإحراق ما سوى
ذلك، وقد سمى هذا المصحف بالمصحف الإمام أو «مصحف عثمان».
الفتنة وأسبابها:
سارت الأمور فى الدولة الإسلامية على خير ما يرام فى الشطر الأول
من خلافة «عثمان» - رضى الله عنه - (24 - 30هـ)،ولكن مع بداية سنة
(31هـ) هبت على الأمة الإسلامية رياح فتنة عاتية، زلزلت أركانها،
نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 120