نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 113
الابتداع بعد اجتماع».
وهذه الكتب توضح سياسة «عثمان بن عفان» العامة، التى كان
يتوخى أن يتبعها عماله وولاته فى إدارة شئون الأمة، وهى سياسة
طابعها الرفق بالرعية، والسهر على مصالحها، والإنصاف فى جمع
الخراج، وإيصال الحقوق إلى أصحابها، والإحسان إلى أهل الذمة،
ورعاية جميع طوائف الأمة.
الفتوحات فى عهد عثمان بن عفان:
المسلمون والفرس:
كان «عمر بن الخطاب» قد أمر المسلمين بالانسياح فى بلاد فارس
بعد موقعة «نهاوند» سنة (21هـ) وكلمة الانسياح من تعبيرات
المؤرخين القدماء، وهى تدل على سهولة الفتح بعد «نهاوند»؛ إذ لم
يلق المسلمون هناك مقاومة تذكر.
وقد نجح قادة الجيوش التى أرسلها «عمر» فى فتح المقاطعات
الفارسية كهمذان، و «خراسان» و «أذربيجان»، و «اصطخر»،
و «أصبهان»، وكان أمراؤها الفرس قد رأوا عدم جدوى المقاومة،
فسلموا بلادهم على شروط المسلمين، وقبلوا دفع الجزية، ووقعت
معهم معاهدات، هى آية فى الرحمة والعدل والتسامح، من ذلك
معاهدة «عتبة بن فرقد» لأهل «أذربيجان»:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عتبة بن فرقد عامل عمر بن
الخطاب أمير المؤمنين أهل أذربيجان: سهلها وجبلها وحواشيها
وشفارها، وأهل مللها كلهم، الأمان على أنفسهم وأموالهم ومللهم
وشرائعهم، على أن يؤدوا الجزية على قدر طاقتهم، ليس على صبى
ولا امرأة ولا زمن - مريض - ليس فى يديه شىء من الدنيا، ولا متعبد
متخل ليس فى يديه شىء من الدنيا لهم ذلك ولمن سكن معهم،
وعليهم قِرَى المسلم من جنود المسلمين يومًا وليلة ودلالته - على
الطريق -ومن حشر منهم - أى من يُستعان به فى خدمات الجيش - فى
سنة، وضع عنه جزاء تلك السنة - أى لا يدفع جزية - ومن أقام فله
مثل ما لمن أقام من ذلك، ومن خرج فله الأمان حتى يلجأ إلى حرزه».
وبعد مقتل «عمر» نقضت معظم المقاطعات الفارسية معاهداتها مع
المسلمين، ظنا من أمرائها أن فى مقتل «عمر» فرصة لطرد المسلمين
نام کتاب : الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 113