نام کتاب : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية نویسنده : محمد الحبش جلد : 1 صفحه : 200
اتّباعه، والاقتداء به، وكذلك قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم في مرضه: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقالت عائشة لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس من البكاء، فمر عليّا [1]، فليصلّ بالناس، فقال صلّى الله عليه وسلّم: «إنكن لأنتنّ صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» [2].
وكذلك فقد أورد القاضي ابن العربي خمسة أسباب لنزول الآية تكشف لك أن كلا المعنيين مراد حيث دلّت عليه الآية، وبسط الأسباب الخمسة كما يلي:
الأول: إن قوما كانوا يقولون لو أنزل في كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية. قاله قتادة.
الثاني: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه. قاله ابن عباس.
الثالث: لا تفتاتوا على الله ورسوله في أمر حتى يقضي الله على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم ما يشاء.
قاله مجاهد.
الرابع: نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح. قاله الحسن.
الخامس: لا تقدموا أعمال الطاعة قبل وقتها. قاله الزجاج [3]. وأورد القرطبي سببا سادسا وهو أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يستخلف رجلا على المدينة يوم قصد خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر فنزلت [4].
ويناسب أن يكون الرابع والخامس سببا للآية كما قرأ يعقوب، وأن تكون الأسباب الأخرى واردة على ما قرأ الباقون.
قال ابن العربي: هذه الأقوال كلها صحيحة تدخل تحت العموم، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية، ولعلها نزلت دون سبب [5]. [1] الرواية المشهورة أنه عمر، أوردها البخاري في الصحيح كتاب الجماعة والإمامة، رقم الحديث (633). [2] أحكام القرآن للقاضي ابن العربي المالكي 4/ 1712. [3] أحكام القرآن للقاضي ابن العربي 4/ 1712. [4] الجامع لأحكام القرآن 16/ 301. [5] أحكام القرآن للقاضي ابن العربي 4/ 1712.
نام کتاب : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية نویسنده : محمد الحبش جلد : 1 صفحه : 200