responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية نویسنده : محمد الحبش    جلد : 1  صفحه : 169
ولكن يرد على هذا المذهب ما ورد في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال:
يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، قال: فلما قفى الرّجل دعاه فقال: إن أبي وأباك في النار [1].
وقد أجاب العلماء عن هذا الحديث إجابات كثيرة؛ منها أنه حديث آحاد فلا يعارض القطعي من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء: 17/ 15].
ومنها أن في الحديث اضطرابا، إذ لم تتفق الرواة في حديث مسلم على قول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن أبي وأباك في النار»، ففي رواية أنه قال صلّى الله عليه وسلّم بدل ذلك: «إذا مررت بقبر كافر فبشّره بالنار».
ومثله ما رواه البزار، والطبراني، والبيهقي من حديث سعد بن أبي وقاص أن أعرابيّا قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أين أبي؟ فقال: في النار. قال: فأين أبوك؟ قال: حيثما مررت بقبر كافر فبشّره بالنار [2].
وقد انتصر الزين الحلبي لهذا المذهب مستدلّا بما أورده الخطيب عن عائشة والقسطلاني في المواهب اللدنية أن الله أحيا والدي النّبي صلّى الله عليه وسلّم حتى آمنا به [3].
ولكن هذا الاستدلال لا ينهض حجة في هذا المقام إذا الحديث في هذا المعنى باطل، وقال الحافظ ابن كثير إنه حديث منكر جدّا، وسنده مجهول، وقد جزم ابن دحية بأنه موضوع [4].

[1] صحيح مسلم بشرح البغا 477، حديث رقم (1600)، كتاب فضائل النّبي صلّى الله عليه وسلّم، باب 52، ولكن لم أجد أثرا لهذا الحديث في صحيح مسلم بطبعة دار المعرفة، كتاب فضائل النّبي صلّى الله عليه وسلّم على أن الأحاديث قبله وبعده كاملة غير منقوصة، ولم يسقط إلا هذا الحديث، والله أعلم.
[2] شرح الباجوري على جوهرة التوحيد 47.
[3] السيرة الحلبية لزين الدين الحلبي 1/ 91.
وأورد فيه نظما لبعض الفضلاء:
حبا الله النّبي مزيد فضل ... وإحسانا .. وكان به لطيفا
فأحيا أمّه وكذا أباه ... لإيمان به فضلا منيفا
فسلّم .. فالقديم بذا قدير ... وإن كان الحديث به ضعيفا
[4] تفسير ابن كثير 1/ 120.
نام کتاب : القراءات المتواترة وأثرها في الرسم القرآني والأحكام الشرعية نویسنده : محمد الحبش    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست