نام کتاب : الكنز في القراءات العشر نویسنده : الواسطي، أبو محمد جلد : 1 صفحه : 65
ومن الأمثلة التي ورد فيها التأثر المقبل والمدبر في هذه الإدغامات:
أ- إدغام الباء في الباء إذا كانا في كلمتين، كما في قوله تعالى: العذاب بما [الأنعام/ 26] والرعب بما [آل عمران/ 151] [1]. فمثل هذا الإدغام لا يجوز عند البصريين؛ لأن الحرف الأول المدغم مسبوق بساكن، لذا حملوه على الإخفاء [2]. وقد أشار الواسطيّ إلى رأي البصريين بقوله: (وإذا كان قبل الحرف المدغم حرف ساكن صحيح، فقال
قوم: إن الإدغام فيه غير ممكن متمسكين بالقاعدة في عدم اجتماع ساكنين، وقالوا: إنه مخفي، والحق أنه مدغم لأنه قد قلب واتصل بما بعده وشدّد، وهذه هي حقيقة الإدغام) [3].
ب- إدغام الميم المتحركة في الباء كما في قوله تعالى: والله أعلم بأعدائكم [النساء/ 45] وبأعلم بالشاكرين [4] [الأنعام/ 53]. ومثل هذا الإدغام لا يجيزه النحويون؛ لأن في الميم غنّة، وجعل الرّضي الأسترآباذي تسمية هذا بالإدغام مجازا، وإنما هو إخفاء [5]. وقد أشار الواسطيّ إلى أنه إخفاء [6].
ج- إدغام الراء في اللام متحركة كانت أم ساكنة، كما في قوله تعالى: فيغفر لمن يشاء [البقرة/ 284] واستغفر لهن الله [7] [الممتحنة/ 12]. ومثل هذا الإدغام لم يجزه الخليل ولا سيبويه؛ لئلا يذهب التكرير. وقد أجاز الكسائيّ والفرّاء إدغام الراء في اللام قياسا [8]. ونقل ابن عصفور هذا الإدغام وقال: (إلا أنّ ذلك شاذّ) [9]. أما ابن الجزري فجوّزه لأنه مرويّ ولأن الراء تدغم في اللام إذا [1] الكنز/ 386. [2] أبو عمرو وجهوده في القراءة والنحو/ 85. [3] الكنز/ 169. [4] الكنز/ 416، 395. [5] أبو عمرو بن العلاء وجهوده في القراءة والنحو/ 86. [6] الكنز/ 183. [7] الكنز/ 151. [8] أبو عمرو بن العلاء وجهوده في القراءة والنحو/ 86. [9] المقرب/ 366.
نام کتاب : الكنز في القراءات العشر نویسنده : الواسطي، أبو محمد جلد : 1 صفحه : 65