4 - حول آيات القرآن الكريم وسوره أولا: آيات القرآن:
الآيات: جمع آية، وهي من المشترك اللفظي الذي يطلق في اللغة على عدة معاني منها: المعجزة، والعلامة، والعبرة، والأمر العجيب، والدليل، والجماعة.
والآية في الاصطلاح. قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة.
وآيات القرآن تختلف طولا وقصرا، وأكثر الآيات الطوال في السور الطوال، وأكثر الآيات القصار في السور القصار، وأطول آية- في القرآن كله- هي آية الدين، وأقصر آية (طه، يس) عند من عدهما، وقد تكون الآية مكونة من كلمة واحدة كقوله تعالى: مُدْهامَّتانِ بالرحمن، وقد تكون من كلمتين كقوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ وقد تكون أكثر من ذلك، وهو غالب آيات القرآن. ولا سبيل إلى معرفة الآيات القرآنية إلا بالنقل عن الصحابة الذين سمعوا القرآن من الرسول صلّى الله عليه وسلم لأنه ليس للقياس والرأي مجال فيها.
وأما عدد آيات القرآن فقد قال صاحب التبيان ما نصه: «وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتان آية وكسر، إلا أن هذا الكسر يختلف باختلاف أعدادهم: ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع. وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر. وفي عدد المكي عشرون. وفي عدد الكوفي ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات. وفي عدد البصري خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه أربع، وبه قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عند البصريين أنهم قالوا: تسع عشرة، وروي ذلك عن قتادة. وفي عدد الشامي ست وعشرون، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري».