نام کتاب : نزول القرآن على سبعة أحرف نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 79
باليمامة، دخل عمر بن الخطاب على أبى بكر [1] رحمه الله- فقال: إن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم باليمامة تهافتوا تهافت الفراش فى النار، وإنى أخشى أن لا يشهدوا موطنا إلا فعلوا ذلك حتى يقتلوا- وهم حملة القرآن- فيضيع القرآن وينسى، فلو جمعته وكتبته! فنفر منها أبو بكر وقال: أفعل ما لم يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم! فتراجعا فى ذلك، ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد: فدخلت عليه وعمر محزئل [2]، فقال أبو بكر: إن هذا قد دعانى إلى أمر فأبيت عليه، وأنت كاتب الوحى، فإن تكن معه اتبعتكما، وإن توافقنى لا أفعل، قال: فاقتص أبو بكر قول عمر، وعمر ساكت، فنفرت من ذلك وقلت: نفعل ما لم يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم! إلى أن قال عمر كلمة: «وما عليكما لو فعلتما ذلك»؟ قال: فذهبنا ننظر، فقلنا: لا شىء والله، ما علينا فى ذلك شىء، قال زيد: فأمرنى أبو بكر فكتبته فى قطع الادم وكسر الأكتاف والعسب [3]، فلما هلك أبو بكر وكان عمر، كتب ذلك فى صحيفة واحدة، فكانت عنده، فلما هلك كانت الصحيفة عند حفصة [4]، زوج النبى صلّى الله عليه وسلم، ثم إن حذيفة بن اليمان [5] قدم من غزوة كان غزاها بمرج أرمينية، فلم يدخل بيته [1] أبو بكر الصدّيق هو عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن تميم القرشى، أول من آمن من الرجال، وأول الخلفاء الراشدين- ت 13 هـ (الإصابة 2/ 333). [2] احزأل الرجل: اجتمع وتحفز ورفع صدره كالمتهيئ لأمر، فهو محزئل: منضم بعضه إلى بعض، جالس جلسة المستوفز. [3] الأدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ، كانوا يكتبون فيه، والكسر: جمع كسرة، وهى القطعة المكسورة من الشيء، والأكتاف: جمع كتف، وهو عظم عريض فى أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم يومئذ، والعسب: جمع عسيب، وهو جريد النخل إذا نحى عنه خوصه. [4] أم المؤمنين بنت عمر بن الخطاب، كانت صوامة قوامة- ت 27 هـ (الإصابة 1/ 264). [5] حذيفة بن حسل بن جابر العبسى، واليمان لقب حسل، صحابي من الولاة الشجعان الفاتحين توفى سنة 36 هـ (الإصابة 1/ 317) والمرج: أرض واسعة تمرج فيها الدواب، أى تذهب وتجئ.
نام کتاب : نزول القرآن على سبعة أحرف نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 79