فخرجت من عنده وعدلت من الطريق عمداً كأني لا أنظر.
قال الحجاج: أرشدوا الشيخ، أرشدوا الشيخ. حتى جاء إنسان فأخذ بيدي، فأخرجني، فلم أعد إليه بعد [1].
9 - مواقفه مع سالم بن عبد الله بن عمر:
عن عطاء بن السائب، قال: دفع الحجاج إلى سالم بن عبد الله سيفاً، وأمره بقتل رجل، فقال سالم للرجل: أمسلم أنت؟ قال: نعم، امض لما أمرت به. قال: فصليت اليوم صلاة الصبح؟ قال: نعم، قال: فرجع إلى الحجاج، فرمى إليه السيف، وقال: إنه ذكر أنه مسلم، وأنه قد صلَّى صلاة الصبح، فهو في ذمّة الله، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من صلّى صلاة الصبح فهو في ذمّة الله)) [2]. قال الحجاج: لسنا نقتله على صلاة الصبح، ولكنه ممن أعان على قتل عثمان، فقال سالم: هاهنا من هو أولى بعثمان مني، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال: ما صنع سالم؟ قالوا: صنع كذا وكذا، فقال ابن عمر: مكيس [3] مكيس [4]] [5]. [1] سير أعلام التابعين، ص317، 320، وانظر: سير أعلام النبلاء، 4/ 161 - 166، برقم 59، والطبقات الكبرى، 6/ 154 - 159، برقم 1984، وتهذيب الكمال، 12/ 548 - 554، برقم 2767، وحلية الأولياء، 4/ 106 - 120، برقم 253. [2] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، 8/ 381، برقم 8188، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6345. [3] الكَيْسُ: بوزن الكيل ضد الحمق، والرجل كَيِّسٌ مُكَيَّسٌ: أي ظريف. [مختار الصحاح، 586). [4] سير أعلام التابعين، ص 381. وانظر: سير أعلام النبلاء، 4/ 457 - 466، برقم 176، وتهذيب الكمال،10/ 145 - 154،برقم 2149،وحلية الأولياء،2/ 221 - 226، برقم 177. [5] هذه المواقف كلها أضفتها للفائدة [المحقق].