الفصل الثاني
الحجاج والخطابة المبحث الأول: الخطب:
منها خطبته يوم قتل ابن الزبير:
قال بعد حمد الله والثناء عليه: ((يا أهل مكة، بلغني إكباركم قتل ابن الزبير، ألا وإن ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة، حتى رغب في الخلافة، ونازع فيها أهلها، فنزع طاعة الله، واستكنّ بحرم الله، ولو كان شيءٌ مانع العصاة، لمنعت آدم حرمة الجنة، إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأباح له كرامته، وأسكنه جنّته، فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئة، وآدم أكرم على الله من ابن الزبير، والجنة أعظم من حرمة الكعبة، اذكروا الله يذكركم)) [1].
المبحث الثاني: الرسائل:
من رسائل الحجاج:
كان الخليفة في دمشق قد أرسل جيشاً شاميّاً عليه سفيان بن الأبرد الكلبي إلى العراق، للمساعدة في حرب الخوارج، فأرسل لهم الحجاج رسالة يحثّهم فيها على السرعة:
((أما بعد، فإذا حاذيتهم هيت، فدعوا طريق الفرات والأنبار، وخذوا على عين التمر، حتى تقدموا الكوفة، إن شاء الله، وعجّلوا السير، والسلام)) [2]. [1] ابن كثير، البداية والنهاية، 12/ 513 - 514، وتاريخ دمشق، 12/ 120. [2] الإمام الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج، ص580.