المطلب الثاني: رحلته لطلب العلم وشيوخه رحمه الله:
بين يدي الرحلة:
تعرفنا قبل قليل على الظروف الحسنة التي كانت محيطة بالشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في نشاته, والتي صقلت استعداداته الشخصية –بتوفيق من الله- في هيئة محتسب صغير بعقل شيخ كبير, فهب رحمه الله منذ نعومة أظفاره محتسبا على ما شاع في نجد من بدع وشركيات , إلا أنه نظر بعين المحتسب الثاقبة فرآى أن من المصلحة أن يضرب في الأرض حينا من الدهر لطلب العلم الذي هو أول لوازم الاحتساب.
وفي ذلك يقول ابن غنام رحمه الله:
"وسار وجد في الطلب إلى ما يليه من الأمصار وما يحاذيه من الأقطار فزاحم فيه العلماء الكبار وأشرف طالعه واستنار وصار لهلاله أقمار" 1.ا. هـ.
1-تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام 1/26. الفرع الأول: الرحلة الاولى:
انطلقت قافلة الخير " فبدأ بحج بيت الله الحرام"1 –حوالي عام 1127هـ- وقد هاله ما رآه من عادات وتقاليد تتبع أثناء الحج لا علاقة لها بما نص عليه الدين الإسلامي2 , فلما قضى حجه سار إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام, فلما وصلها وجد فيها الشيخ العالم عبد الله بن إبراهيم بن
1-تاريخ نجد 1/82 لابن غنام بتحقيق د. ناصر الدين الأسد.
2-انظر المملكة العربية السعودية تاريخ ووقائع ص 114: الدكتور حمدي الطاهري- ن شركة دار الإشعاع.