المبحث الخامس: احتسابه في الآداب والسلوك المطلب الأول: احتسابه في التأدب مع آل البيت:
لما كان احتساب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب شاملاً، تطرق فيه للعديد من جوانب الحياة الإسلامية آمراً بالمعروف الذي اختفى وناهياً عن المنكر الذي فشا لم يغب عنه رحمه الله الاحتساب في جانب هام وهو التأدب مع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن القيم رحمه الله: (والآل والأهل سواء، وال الرجل وأهله سواء وهم الأزواج والذرية) [1].
ومحبة آل البيت من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: (ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم) [2].
وذلك لأمرين: للإيمان وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكرهونهم أبداً[3].
عن زيد بن أرقم[4] رضي الله عنه.... قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ [1] جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ص165، حققه وخرّج أحاديثه محي الدين مستو- ن دار ابن كثير- دمشق- بيروت- مكتبة دار التراث- ط/ 1 (1408هـ- 1988م) .
وانظر رسالة القول القيم فيما يرويه ابن تيمية وابن القيم يحتوي على أقوال شيخي الإسلام في فضائل أهل البيت النبوي ص 26- ن دار مكتبة الحياة- بيروت. [2] متن العقيدة الواسطة ص 75. [3] شرح العقيدة الواسطية 2/273 لفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين بتصرف يسير. [4] هو: زيد بن أرقم بن قيس الأنصاري الخزرجي، صحابي مشهور، أول مشاهده الخندق، مات سنة ست أو ثمان وستين. (تقريب التهذيب 1/272 ت: 156 باختصار) .