عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع1 متفرقون يصلى الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر رضي الله عنه إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل, ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب, ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم, قال عمر رضي الله عنه نعمة البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون, يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله2.
وقد غلب لفظ البدعة على الحدث المكروه في الدين مهما أطلق هذا اللفظ3 وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم4.
والبدعة أنواع:
النوع الأول: ما يكون في أصل العبادة بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع, كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صياما غير مشروع أو أعيادا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها.
النوع الثاني: ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة, كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا.
النوع الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة
1-أوزاع: أي متفرقون. أراد كانوا يتنفلون فيه بعد صلاة العشاء متفرقين. " النهاية في غريب الحديث والأثر 5/181 مادة: وزع".
2-أخرجه البخاري في صحيحه- ك: الصوم- ب: فضل من قام رمضان 3/85.
3-الباعث على إنكار البدع والحوادث ص 24 لابن أبي شامة- ن مكتبة المؤيد- الطائف- مكتبة دار البيان- دمشق – بيروت- طط1412هـ-1991م".
4-النهاية في غريب الحديث والأثر 1/107.