المطلب الثاني: احتسابه في توحيد الأسماء والصفات:
ثاني القواعد الثلاثة التي تقوم عليها بنيان التوحيد: توحيد الأسماء والصفات.
فلا يستقيم اعتقاد المسلم ولا تستقيم عبادته على الوجه المشروع إلا بمعرفة وتحقيق هذا النوع من التوحيد وفق الأصول التي جاء بها الكتاب والسنة, وما هلك الهالكون وضل المبتدعون من أهل الفرق المنحرفة إلا بتخبطهم في توحيد الأسماء والصفات, بينما هدى الله عباده الموحدين المعتصمين بالكتاب والسنة إلى الحق فيما اختلف فيه الضلال.
والصفة في اللغة: الحلية1.
ومعنى توحيد الأسماء والصفات شرعا: إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه, أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه من غير تحريف, ولا تعطيل, ومن غير تكييف, ولا تمثيل, بل يؤمن بأن الله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 2 3.
ففي الآية الكريمة دلالة على انتفاء النظر لله عز وجل في أسمائه وصفاته.
فالتحريف: تغيير ألفاظ الأسماء والصفات, أو تغيير معانيها كقول الجهمية في "استوى": استولى, وكقول بعض المبتدعة إنَّ: " الغضب في حق الله"
1-لسان العرب 6/4849 مادة: "وصف".
2-جزء من الآية 11 من سورة الشورى.
3-متن العقيدة الواسطية ص 4 لشيخ الإسلام ابن تيمية- ن مكتبة السوادي- "1413هـ", بتصرف وشرح ثلاثة الأصول ص 34 لفضيلة الشيخ محمد بن صالح عثيمين, إعداد فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان- ن دار الثريا- الرياض- ط/1"1414هـ-1994م", ومعجم ألفاظ العقيدة ص 104, أبي عبد الله عامر عبد الله فالح- مكتبة العبيكان- الرياض- ط/1"1417هـ-1997م".