عن أبي مرثد الغنوي1 رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تصلوا إلى القبور ولاتجلسوا عليها" 2.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلى عليها" 3.
وما أبلغ ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعليقه على هذا الموضوع حيث قال: " فإذا كان صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة التي تتضمن الدعاء لله وحده خالصا عند القبور لئلا يفضي ذلك إلى نوع من الشرك بربهم فكيف إذا وجد ما هو نوع الشرك من الرغبة إليهم سواء طلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكرباه4 أو طلب منهم أن يطلبوا ذلك من الله تعالى"5ا. هـ.
لهذا بوب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الفريد " التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" بابا بعنوان" باب ما جاء في التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده"6 وذلك سدا لذريعة الشرك.
وإنه لمن المضحك المبكي " في آن واحد" أن كثيرا من المزارات التي يزعم عبَّادها
1-هو: كناز بن الحصين أبو مرثد الغنوي, بدري, مات سنة "12هـ" " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة 1/149 ت:4676 باختصار".
2-أخرجه مسلم في صحيحه ك-: جنائز- ب: النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه ح:98-2/668.
3-أخرجه أبو يعلى " مسند أبي يعلى الموصلي- مسند أبي سعيد الخدري ح:47 "1020", 2/297, حققه وخرج أحاديثه حسين سليم أسد- ن دار المأمون للتراث- دمشق ط/1"1404هـ-1984م", وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رجاله ثقات 3/61, وقال الألباني: إسناده صحيح" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ص 31 هـ"1" – ن المكتب الإسلامي ط/3"1398هـ".
4-الصواب: الكربات.
5-اقتضاء الصراط المستقيم 2/771.
6-كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد- الباب التاسع عشر ص 39 ن مكتبة الكور- الرياض ط/1"1413هت-1993م".