طريق ممكن فلا يكفي الوعظ لمن يمكنه إزالته بيده, ولا القلب لمن يمكنه باللسان1, والإنكار بالقلب وهو الكراهية2 أضعف أعمال الإيمان المتعلقة بإنكار المنكر في ذاته لا بالنظر إلى غير المستطيع فإنه بالنظر إليه هو تمام الوسع والطاقة وليس عليه غيره3 فلا يكتفي به إلا من لا يستطيع غيره4.
وفي توضيح معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من إيمان" 5 يقول شييخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " مراده أنه لم يبق بعد هذا الإنكار ما يدخل في الإيمان, حتى يفعله المؤمن بل الإنكار بالقلب آخر حدود الإيمان ليس مراده أن من لم ينكر ذلك, لم يكن معه من الإيمان حبة خردل, ولهذا قال: " ليس وراء ذلك" فجعل المؤمنين ثلاث طبقات, وكل منهم فعل الإيمان الذي يجب عليه, لكن الأول لما كان أقدرهم كان الذي يجب عليه أكمل مما يجب على الثاني, وكان ما يجب على الثاني أكمل مما يجب على الآخر, وعلم بذلك أن الناس يتفاضلون في الإيمان الواجب عليهم بحسب استطاعتهم مع بلوغ الخطاب إليهم كلهم"6 اهـ.
وهنا نكتة حول معنى الحديث ينبغي التفطن لها:
1-فيض القدير شرح الجامع الصغير6/131 بتصرف يسير.
2-تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي 6/393.
3-التعليقات السلفية ص 266 لصاحب الفضيلة الأسبتاذ محمد عطاء الله الفوجياني على سنن النسائي للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي – ن, ط المكتبة السلفية- لاهور- باكستان.
4-بذل المجهود في حل أبي داود 6/171.
5-سبق تخريجه ص "183" هـ"5".
6-الإيمان ص 409- ن المكتب الإسلامي- ط/3"1401هـ".