المطلب الرابع: وفاته ومرثياته رحمه الله: الفرع الأول: وفاته رحمه الله:
بعد قرابة ثلاثة وخمسين عاما ًقضاها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الاحتساب انسلت روحه الأبية من جسده المنهك, يذكر ابن بشر أنه كان قد ثقل آخر عمره فكان يخرج لصلاة الجماعة يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف1, فصعدت روحه إلى باريها يوم الاثنين آخر ذي القعدة سنة ست بعد المائتين والألف2 - 1206هـ- وله من العمر نحو اثنين وتسعين سنة3.
فذرفت العيون ... وحزنت القلوب ... رحل الجسد الطاهر, وبقي الأثر الخالد, منقوشا على صفحات التاريخ بأحرف من نور ليضيء طريق الدعاة والمحتسبين.
ونظرا إلى أن هذه الدعوة كانت صادقة ونابعة من نفس طاهرة لا تبتغي إلاَّ نصرة الحق والعمل بما جاء به القرآن الكريم, والأحاديث النبوية الشريفة بقيت إلى اليوم, ولو كان بدعوته شائبة لنسي الناس الشيخ وحركته, ولكنهم إلى اليوم يذكرونه وسيذكرونه إن شاء الله4.
لأنه كان إنسانا عظيماً أفنى حياته من أجلهم آمراً بالتوحيد ناهيا عن الشرك,
1-عنوان المجد في تاريخ نجد 1/95.
2-انظر المرجع السابق وانظر تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد وغزوات ذوي الإسلام 1/50, وانظر الأخبار النجدية ص 96 " الموافق 1792م, انظر الأعلام 6/257", ولقد افترى أحمد زيني دحلان في كتابه الأسود: فتنة الوهابية ص 4-ن حسين حلمي بن سعيد استنابولي على الشيخ محمد بن عبد الوهاب بقوله: " كانت ولادته سنة ألاف ومائة وإحدى عشرة, وهلك سنة ألاف ومائتين", وهذه المغالطة التاريخية أوضح دليل على بطلان جميع ما ذكر في كتابه الهدام الذي حارب فيه شيخ الإسلام الهمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
3-انظر تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام 1/50.
4-انظر المملكة العربية السعودية في إطار تاريخ الوطن العربي الكبير في العصور الحديثة ص66.