responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 267
الحديث النبوي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا خلق كثير، ما ذكرنا عشرهم ها هنا، وأكثرهم المذكورون في "تاريخي الكبير"، وكذلك كان في هذا الوقت خلق من أهل الرأي والفروع، وعدد من أساطين المعتزلة والشيعة، وأصحاب الكلام الذين مشوا وراء المعقول، وأعرضوا عما عليه السلف من التمسك بالآثار النبوية - صلى الله عليه وسلم -، وظهر في الفقهاء التقليد، وتناقص الاجتهاد، فسبحان من له الخلق والأمر! فبالله عليك يا شيخ! ارفق بنفسك، والزم الإنصاف، ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر، ولا ترمقنَّهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا هذا - حاشا وكلا -، فما فيمن سميت أحد - ولله الحمد - إلا وهو بصير بالدين، عالم بسبيل النجاة، وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة، وإني أحسبك؛ لفرط هواك، وسعة جهلك، تقول بلسان الحال، إن أعذرك المقال: من أحمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شيء أبو زرعة، وداود؟ وهؤلاء المحدثون، ولا يدرون الفقه ولا أصوله، ولا يفقهون الرأي، ولا علم لهم بالبيان والمعاني، ولا بالدقائق، ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق، ولا يعرفون الله تعالى بالدليل، ولا هم من فقهاء الملة، فاسكتْ بحلم، أو انطقْ بعلم، فالعلم النافع هو ما جاء عن أمثال هؤلاء، ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث، فلا نحن، ولا أنت، وإنما يَعرف الفضلَ لأهل الفضل ذو الفضل، فمن اتقى، راقب الله، واعترف بنقصه، ومن تكلم بالجاه وبالجهل، أو بالشر والهوى، فأعرضْ عنه، وذرْه وغيَّه، فعقباه إلى وبال، نسأل الله العفو والسلامة.
ثم عقد الطبقة العاشرة: وذكر فيها من أئمة أهل الحديث النبوي: تسعة وتسعين حافظًا، منهم: بقي بن مخلد القرطبي، قال: وكان إمامًا عَلَمًا قدوة مجتهدًا، لا يقلد أحدًا، محى [1] السنة، تعصبوا عليه؛ لإظهاره مذهب أهل الأثر، فدفعهم عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني، واستنسخ كتبه، وقال لبقي: انشر علمك، وروي عن بقي، قال: لقد غرستُ للمسلمين

[1] كذا في المطبوع والصواب محيي والله أعلم.
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست