نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 137
الله». وقال {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} [الجن: 18]. ما قال: «وأن المشاهد لله». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بنى لله مسجدًا ولو كَمِفْحَص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة» ما قال: من بني لله مشهدًا بني الله له بيتًا في الجنة.
وتكلم وهو جالس في هذا المكان، وقال من هذا الجِنس شيئًا كثيرًا.
وقال: زيارة القبور زيارة شرعية مأمور بها، وزيارة بدعية منهيّ عنها، فالزيارة الشرعية هي التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه زار قبر أمه فقال: «استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي. فإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة»، فالكافر يزار قبره ليتذكر به الآخرة، ولا يُدْعَى له ولا يستغفر له، بخلاف المؤمن فإنه يزار قبره ليتذكر به الآخرة، ويدعى له، ويستغفر له، ويترحم عليه، ويسأل الله له من كلِّ خير، فإن زيارة قبره من جنس الصلاة عليه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول قائلهم: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله منا ومنكم المستقدمين والمستأخرين، ونسأل الله لنا ولكم العافية. الهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنّا بعدهم، واغفر لنا ولهم». فهذا كله حق للمؤمن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم عليّ معروضة عليَّ. قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمتَ؟ فقال: تقولون إني بليت؟ قالوا: نعم. قال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل لحون الأنبياء». وقد روى ابن عبد البرّ حديثًا وصححه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مامن رجل مؤمن يمرّ بقبر رجل مؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا ردّ الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام».
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 137