الإسلاميّة، وما كان هذا الانهيار الشنيع ليصيب الدولة الإسلاميّة، لو بقيت دولة واحدة، بحماية جيش واحد، ولكنّها كانت دويلات ..
وكان بصيص من نور في المعارك التي خاضها القادة: أسد بن الفرات فاتح جزيرة صقلية، وصلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين ومحرر القدس، وبلاد الشام، ومحمد الفاتح، فاتح القسطنطينية، والسلطان قطز قاهر التتار في عين جالوت ..
وبلغ انهيار المسلمين أقصى أمدائه في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، فغزاهم الأوروبيون، واستعمروا بلادهم، وكانت نكبة فلسطين عام 1948 م ونكسة حزيران 1967 م وما شئت من الهزائم فيما قبلُ وفيما بعدُ ..
وطالب اللواء خطاب أن تعاد كتابة تلك المعارك بأيد أمينة، واستنباط الدروس والعبر من دراستها، والمصادر الموثوقة متوفرة، وركّز على تاريخ الطبري، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ البلاذري عن فتوح البلدان.
هذا عن إعادة الكتابة في المعارك التاريخية السابقة، أمّا المعارك الدفاعية الحديثة، فمصادرها - غالباً - أجنبية متحيّزة ضدّ العرب والمسلمين، وكتّابها غير ملتزمين بالمثل العليا، الأمر الذي يجعلنا على حذر شديد منها، فقد مضى الوقت الذي كان المؤرّخون يعتبرون العلم عبادة من أجلِّ العبادات، وجاء الزمن الذي أصبح فيه أكثرهم يعتبرون العلم تجارة من أربح التجارات.
وتحدّث خطّاب عن الأسلوب والمناهج في كتابتها، وهو نفسه الأسلوب والمنهاج الذي سار عليه فيما كتب عن معارك الفتوح، ويكون في " تقسيم كل معركة إلى الموقف العام قبل المعركة، والقوات المشاركة