وشارك فيها مشاركة فعّالة، وجُرح في تلك المعارك جروحاً بليغة غائرة، وكان الأمل في بقائه على قيد الحياة ضئيلاً، ولكنّ الله سلمه [1].
ثم وهو ضابط (آمر فوج مشاة بالموصل) سنة 1956 م عندما نشبت المظاهرات العارمة في الموصل، ضدّ العدوان الثلاثي على مصر، فتصدّت الشرطة للمتظاهرين، وأطلقت النار عليهم، وسقط عدد من الشهداء، وجُرح آخرون، فبادر إلى أن يتولى بنفسه مسؤولية الأمن والنظام في الموصل، وحافظ على حياة المتظاهرين والشرطة، وطوّق الفتنة، وتصدّى لبعض عناصر السلطة التي كانت ترغب في التنكيل بالناس دون مسوِّغ، على عادة الطواغيت في بلاد العرب والمسلمين، وأدّى هذا إلى غضب تلك العناصر، فسعت إلى نقله من مدينته إلى الديوانية، وحاولت إبعاده عن الجيش، ولكن الرجال الخيّرين حالوا دون ذلك [2].
وفي أثناء المدّ الشيوعي أيام حكم عبد الكريم قاسم، تصدّى للشيوعيين، وحال بينهم وبين تنكيلهم بأبناء الشعب، قتلاً، وسحلاً، وشنقاً، وعدواناً على الأموال والأعراض، فوشوا به إلى طاغية العراق - وما أكثر الطغاة في العراق المظلوم على الزمان - فأمر باعتقاله وتعذيبه من سنة 1959 م إلى منتصف عام 1961 م ثم أفرج عنه، بعد أن ترك التعذيب الوحشى أثره في جسده، في 43 كسراً في عظامه [3].
الثاني: جهاده في فلسطين، فقد تقدَّم - مختاراً - بطلب إلى المراجع العسكرية عام 1948 م، وكان برتبة نقيب ركن، ليسمحوا له بالالتحاق [1] المخطوطة عن حياته بخط يده: ص 13. [2] المرجع السابق: ص 13. [3] المرجع السابق.