المناضل المجاهد
كان اللواء خطاب مجاهداً مناضلاً في سائر أطوار حياته المستقيمة، منذ كان تلميذاً صغيراً يشارك في المظاهرات الطلابية ضدّ الاستعمار البريطاني، وبعد أن شبّ وصار طالباً ضابطاً، ثم ضابطاً في سلاح الفرسان، ثم ضابطاً كبيراً يخشاه الطواغيت، فيحاولون إبعاده عن مواطن التأثير والاحتكاك بالشعب حيناً، أو يسجنونه حيناً آخر، ويشتدون في تعذيبه، لعله يرتدع ويسايرهم أو يسكت عن ظلمهم وطغيانهم وخيانتهم لشعبهم وأمّتهم ... ولكن .. هيهات.
فالذي لا يأتي بالترغيب، ولا يكترث بالذهب والمناصب، يرهبه التعذيب، ويردّ إليه عقله المشغول بمصلحة الوطن أرضاً وشعباً، وقلبه المسكون بدين الله والوطن والقيم العربية والإسلامية، حتى بلغ الأمر بالطاغية عبد الكريم قاسم وزبانيته أن يكسروا له (43) عظماً تحت التعذيب الوحشي، ولا يخرجوه من سجنه إلا بعد أن ظنّ هو وجلاوزته جلادُو الشعب، أن خطاباً قد انتهى، ولا يريدون أن يجعلوا منه شهيداً، فأخرجوه من السجن ليموت في بيته، كما يموت الناس العاديون، لا كما يموت الفرسان المجاهدون، ولكن .. أبى الله ذلك، وعاش خطّاب، واندثروا هم كالجيف، الأحياء منهم والأموات: لا يذكرهم الناس إلا باللعنات، وهم يتوارون خوفاً وخجلاً من الناس.
فاللواء خطاب مناضل، له عينان ذكيتان، رأتا " أن الضباط الذين